أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - الفرح
السنة 2014
الفرح رغم سلب الأموال
«قَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ» (عب10: 34)

يُحكى أن ”متّى هنري“ - خادم الرب المعروف - كان ذات يومٍ في طريقه إلى الاجتماع، عندما تعرّض لحادث سطو من بعض اللصوص.  وما أن وصل إلى الاجتماع حتى التف الإخوة حوله مستفسرين عن تفاصيل ما جرى، فقال لهم: دعوني الآن أدخل لأصلي وأشكر الرب أولاً.  فسأله البعض باندهاش: ”لأجل أي شيء ستشكر الرب؟!“  فقال بلهجة جادة: إن عندي الكثير لأشكر الرب عليه الآن:

أولاً: لأنني لم أتعرض للسرقة من قبل، لقد كانت هذه أول مرة أتعرض فيها للسلب.

وثانيًا: لأن اللصوص أخذوا محفظة نقودي ولم يأخذوا حياتي.

وثالثًا: لأن اللصوص أخذوا كل ما عندي - هذا صحيح - إلا أنه لم يكن كثيرًا.


ورابعًا: لأنني كنت أنا المسلوب ولم أكن أنا اللص!  فمن الأفضل أن يكون المرء ضحية إنسان شرير، عن أن يكون هو نفسه شريرًا، يرزح تحت غضب الله ودينونته!

ويا له من وصف بسيط وحلو للطريقة التي بها يقبل الإيمان التجارب التي تعمل على تقويته، وتبرهن على أن نصيبه ليس هنا.

هذه القصة تُذكرنا بالإخوة الأمناء من العبرانيين الذين لم يكتفوا باحتمال التعييرات والضيقات التي وقعت عليهم شخصيًا، بل وأكثر من ذلك ”قَبِلُوا سَلْبَ أَمْوَالِهم بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِهم أَنَّ لَهُم مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا“.  فعندما كانت السلطات الحاكمة في ذلك الوقت تقوم بوضع اليد على أموال وممتلكات هؤلاء المسيحيين، قَبلوا ذلك بفرح، وآثروا البقاء أمناء للرب يسوع عوضًا عن الاحتفاظ بممتلكاتهم المادية.

والمال إله في ذاته، ولكن يا لغبطة أولئك القديسين بما منحهم الروح القدس من إحساس صحيح بقيمة المال، وملأ نفوسهم بالقناعة أَنَّ لَهمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا.  وكانوا متيقنين أن لهم ”ِمِيرَاثًا لاَ يَفْنَى وَلاَ يَتَدَنَّسُ وَلاَ يَضْمَحِلُّ، مَحْفُوظٌ فِي السَّمَاوَاتِ لأَجْلِهم“ (1بط1: 4).

أحبائي: ما أكثر الأشياء التي لنا لنفرح ونشكر الرب عليها حتى في وسط الضيقات.  وفضلاً على ذلك فإن نفس المشقات التي يسمح الرب بها هي مُرسلة منه لخيرنا الروحي، لذلك يجب علينا أن نفرح ونشكره على ضيقات الحياة نفسها «أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ.  دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي» (مز34: 1)

• أفراح الحياة لن تكون أفراحًا، إلا إذا كانت قابلة للمشاركة.  (رافي زاكرياس)
نبيل عجيب