أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - السجود
السنة 2006
وسجد هناك للربِّ

1صموئيل 1
أ يمكن، وسط حلوكة الظلام، أن نُبصر قَبسًا من نور؟!  أ يمكن، وكلُّ الشعب لا يعمل سوى ما يحسن في عينيه، أن نجد من لا يحرص سوى أن يعمل ما أوصى الربّ به، ويقول قولته الشهيرة: «إنَّما الربّ يُقيم كلامه» (ع23)؟!  أ يمكن، بين شعب استهان تقدمة الربّ، أن نجد عائلة ما زالت تُقدِّر الربّ، وبيته، وذبيحته؟!  أ يمكن، بين أرجلٍ تُسرع وراء اللَّذات والشهوات، أن نجد أرجلاً لا تنحنيِ إلا بالسجود والتعبُّد لله وحده؟!  أ يمكن، وقادة الأمَّة منصرفون وراء أهوائهم، لا يُعنيهم شيئًا سوى ما يتناسب مع مطامعهم وغرائزهم الدنيئة، أن نرى قلَّة قليلة، ممثلة هنا في عائلة واحدة، كلُّ غايتها وسرورها أن تذبح للربِّ، وأن تُعيِّد لهِ؟!

هذا ما نجده في افتتاحيَّة سفر صموئيل الأوَّل، الذي يُسطِّر لنا أُفول عصر اتَّسم بالخيبة والفشل، وبزوغ عصر آخر، ليس أحسن حالاً، فيه فضَّل الشعب أن يملك عليهم إنسان دون الله، استحسنوا أن يُبدلوا مُلك الربّ بمُلك إنسان؟!
ومن هذا المنطَلق دعونا نُركِّز على كلمة مُضيئة وَرَدت في الأصحاح الأوَّل من هذا السفر ثلاث مرَّات، ألا وهي ”السجود“.  وهذه المرَّات الثلاث مرتبطة بعائلة واحدة، عائلة ألقانة.  مع ملاحظة أنَّها في كلِّ مرَّة كان لها ارتباط خاص بأحد أفراد هذه العائلة.  ففي المرَّة الأولى نجدها بالارتباط مع ألقانة، ربّ العائلة.  وفي الثانية مع زوجته حنَّة.  والمرَّة الثالثة والأخيرة مع الابن صموئيل.  ولنلقِ نظرة أوسع على هذه المرَّات الثلاث.

1- السجود رغم حالة الضعف
ونحن نراقب هذه العائلة وهي تشدّ رحالها من سنة إلى سنة، قاصدة ”شيلوه“، حيث خيمة الاجتماع (قض18: 31)، نتعجَّب من تلك الحِمية والحماس الذي لا يعتريه فتور أو تقاعس مع توالي السنين.  فهم على حالهم ومواظبتهم الدؤوبة في الذهاب إلى شيلوه.  وهنا قد نتساءل: من أين يستمِدّ ربّ هذه العائلة حماسه ونشاطه؟  أ لا يوجد من الظواهر المحيطة به ما يُثبِّط تلك العزيمة الثابتة، والتي لا تهدأ سوى بقيامه بهذه الرحلة السنويَّة؟  في الواقع هناك الكثير مِمَّا كان كفيلاً بأن يجعل هذا اللاوي الأفرايمي ينكص راجعًا، ويلبث قابعًا في بيته، ويكتفي بما يكنَّه للربِّ من تقدير وهيبة، وينأى بنفسه وببيته عن كلّ المخازي والمآسي التي قد تصدمهم في المكان الذي يُفترض أن يتَّسم بالقداسة والتقدير لكلِّ ما هو إلهي!

فإن تطلَّع إلى ”كهنة الشعب“، والممثَّلين هنا في ”حُفني وفينحاس“، واللذين كانا بكلِّ أسفٍ وصمة عار للعائلة الكهنوتية، لن يرى سوى أنجس الأفعال تُمارس في أقدس مكان (1صم2: 22)، وحقوق الله تُهدر في أقدس المقدَّسات (1صم2: 12-17).  فانطبق عليهما كلمات الوحي: «لم يعرفوا الربّ، ولا حقَّ الكهنة من الشعب» (1صم2: 12، 13).

وإن نظر إلى ”رئيس الكهنة، عالي“، فسيجد أنه رغم تقواه الشخصيَّة، فَقَد هيبته مع أولاده، فما استطاع أن يُمارس دوره كأب في ردع ولديه، فكان ردّ فعله إزاء شرورهما وأفعالهما الدنسة رخوًا وليِّنًا، لا يتناسب مع أحكام الشريعة (راجع تثنية 22: 22؛ 21: 18-21)، إذ اكتفى بتحذيرهم بكلمات واهنة، ولم يقف حازمًا أمام شرورهما (1صم2: 23-25)، الأمر الذي أشار إليه الربّ وهو يُعلن قضاءه على ابنيه، وزوال الكهنوت من عائلته: «قد أخبرته بأنِّي أقضي على بيته إلى الأبد، من أجل الشرِّ الذي يعلم أنَّ بنيه قد أوجبوا به اللَّعنة على أنفسهم، ولم يُردعهم» (1صم3: 13).

كما فَقَدَ هيبته أمام الشعب، حتَّى أنَّه كان يُمكن لأي كائنٍ من كان أن يدخل إلى هيكل الربّ وهو سكران، دون أن يخشى شيئًا!!  فهذا ما كان يظنّه خطأً من جهة حنَّة، والتي كانت تسكب قلبها أمام الربّ!  بل يُمكنني القول إنَّ محضر الله فَقَد هيبته، فكان الأكثر توقُّعًا أن يكون فيه سكارى ماجنون، على أن يكون فيه عُبَّاد يُصلُّون!!

وإن نظر إلى ”عامَّة الشعب“، فلن يجدهم أحسن حالاً، وكيف يكونون أحسن حالاً، وهذا هو حال كهنتهم؟!  فها هم انصرفوا عن الربّ وعبادته، فالنتيجة المتوقِّعة لأفعال بني عالي الرديئة، أنَّ «الناس استهانوا تقدمة الربّ» (1صم2: 17).

وهل يمكن بعد كل هذا أن يجد ألقانة ما يُحفِّزه للذهاب إلى شيلوه؟!  في الواقع نعم!!  لقد كانت أمامه توجّهات أخرى سَمَت بنظرته عن كل الأمور المحبطة المحيطة من حوله؛ كان أمامه أن: «يسجد ويذبح لربِّ الجنود في شيلوه».  ويا لها من كلمات مضيئة تتلألأ في وسط هذا الجو المعتم والمظلم!
إنَّ أمامه غرضًا ساميًا لا بديل عنه، وهو أن”يسجد“ للربِّ.  إنَّ ما يبتغيه حقًّا هو أن يُقيم الربّ كلامه (1صم1: 23)، أن يُسرّ الربّ بشعبه وهم مجتمعون حوله، ليسجدوا أمامه ويذبحوا له.  أن يشهد ”شيلوه“؛ المكان الذي اختاره الربّ ليحل اسمه فيه، محفلاً مقدَّسًا، حيث يلتفّ الشعب حول ربّ الجنود، ليكرِّموه ويُعظِّموه، معترفين به سيِّدًا مهوبًا، وربًّا قديرًا، وإلهًا قدُّوسًا، معربين عن امتنانهم الشديد بنِعمه وخيراته عليهم.  وكأنَّهم بذلك يُلَبُّون نداء المرنِّم: «هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الربّ خالقنا، لأنَّه هو إلهنا ونحن شعب مرعاه وغنم يده ... لندخل إلى مساكنه.  لنسجد عند موطئ قدميه» (مز95: 6، 7؛ 132: 7).

ولعلَّ من البواعث القوية التِّي جعلت ألقانة مُتلَّهف على تلبية وصيَّة الربّ، وذهابه السنوي ليسجد ويُعيِّد لربِّ الجنود، هو امتنانه الشديد لصلاح الله، وتقديره العميق لرحمة الربّ، فبالرغم أنَّه من نسل قورح المتمرِّد (1أخ6: 27، 36، 37)، والذي وقع عليه قضاء الربّ (عد16: 31-33)، إلاَّ أنَّ رحمة الله اكتنفته مع كثيرين غيره من بني قورح، ولم يموتوا (عد26: 11).  فكان قلبه عامرًا بالشكر لإله كل نعمة.  وكأنَّه يُردِّد مع المرنم قائلاً: «باركي يا نفسي الربَّ ولا تنسي كلَّ حسناته.  الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي كلَّ أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتكِ، الذي يُكلِّلكِ بالرحمة والرأفة» (مز103: 2-4).

2- السجود لا يتوافق مع المشغوليَّة بالذات
وإذ تتوالى السنون، وهذه العائلة تواظب على رحلتها السنويَّة، تتزايد حدَّة التوتر بين الضرَّتين، وتتعرَّض حنَّة لهجمات شرسة من فننَّة، حيث أنَّ الربّ أغلق رحمها.  وإذ بحنَّة، أمام تلك الضغوط المتلاحقة، يعتصرها الحزن والمرارة، فتنتابها موجة عاتية من الكآبة، لم تستطع كلمات زوجها المُحب والحنون أن تُزيلها.  وإذ تشعر بقدر كبير من صغر النفس، وتمتلئ نفسها بالمرارة، لا تجد بابًا تهرع إليه، لتجد فيه ملاذها سوى ”لدن الربّ“.  وهناك سكبت نفسها أمام الربّ (ع15)، واضعة ثقتها في ”ربّ الجنود“، القادر على كل شيء.  وكم تشجّعت من كلمات عالي: «اذهبي بسلام، وإله إسرائيل يُعطيك سُؤلكِ الذي سألتِه من لدنه» (ع17)!  وكم كان تأثير هذه الكلمات عظيمًا على حنَّة، إذ نقرأ: «ثم مضت المرأة في طريقها، وأكلت، ولم يكن وجهها بعد مُغيَّرًا» (ع18)!

وجدير بالملاحظة أنَّنا نقرأ في هذا الأصحاح عن اسم جديد للربِّ يُذكر لأوّل مرَّة، وإن تكرَّر بعد ذلك كثيرًا، حوالي 250 مرَّة، وهو ”ربُّ الجنود“.  وكان أوَّل من نطق به من البشر هو حنَّة (ع11).  وما أجمله اسمًا يحمل كثير من المعاني المشجِّعة!  هذا ما أدركه داود الغلام، عندما نزل ليواجه جليات الجبَّار.  فرغم إمكانياته الضعيفة، إلاَّ أنَّه لم يهَب هذا الجبَّار، والذي احتقره واستهزأ به، فنسمعه يقول له: «أنت تأتي إليَّ بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتي إليك باسم رب الجنود» (1صم17: 25).  وهكذا صار هذا الاسم مبعَث تشجيع وتعزية لشعب الربّ على مر السنين والعصور، فيردِّدونه في ترنيماتهم: «ربُّ الجنود معنا، ملجأنا إله يعقوب» (مز46: 7، 11).

ونحن نجد المؤرخ الإلهي يربط بين صلاة حنَّة وانسكاب نفسها أمام الربّ، وانقشاع غيمة الحزن عنها، بتبكيرهم صباحًا ليسجدوا أمام الربّ (ع19)!  وهو يريد أن يبرز لنا هنا الفرق الكبير بين الصلاة والسجود. فعندما تكون النفس حزينة مملوءة بالمرارة، لا نتوقَّع أن تعرف تلك النفس حينذاك أن ”تسجد“، بل بالحري أن ”تُصلِّي“، كقول يعقوب: «أ على أحدٍ بينكم مشقَّات؟ فليصلِّ» (يع5: 13).  وهذا ما فعلته حنَّة، إذ «صلَّت إلى الربّ» (ع10)، متجاوبة مع كلمات المرنِّم: «إنَّما لله انتظري يا نفسي، لأنَّ من قِبله رجائي.  إنَّما هو صخرتي وخلاصي، ملجأي فلا أتزعزع.  على الله خلاصي ومجدي، صخرة قوَّتي محتماي في الله. توكَّلوا عليه في كلِّ حين يا قوم. اسكبوا أمامه قلوبكم. الله ملجأٌ لنا» (مز62: 5-8).

من أجل ذلك لم تشترك حنَّة معهم في الأكل من الذبيحة، إذ أدركت أنه لا يجوز أن تأكل منه في حزنها (تث26: 14)، بل بعدما أكلوا هم وشربوا، دخلت هي إلى محضر الربّ لتسكب نفسها أمامه.  لكنها بعد أن سمعت كلمات التعزيَّة من فم عالي رئيس الكهنة، وتشجعت بأنَّ الربّ سيُعطيها سؤل قلبها، نقرأ أنَّها «أكلت» (ع18)، وهكذا لم يكن وجهها بعد مُغيَّرًا، فما عاد للحزن مكان.  ثم بعد ذلك مباشرة نقرأ أنَّهم: «بكَّروا في الصباح وسجدوا أمام الربّ».

وهكذا يستقيم السجود.  فلا يمكن أن يخرج سجود للربّ، من نفسٍ مرَّة، وقلبٍ كسير، وروحٍ منسحقة.  فكيف يستقيم السجود، والذي يُعبِّر عن مشغولية كاملة بالربِّ، وامتنان كلِّي له، وتغنِّي بكماله وعظمته، بينما الفكر مشغول بأعواز واحتياجات، والقلب مُثقَّل بأحزان وأتراح؟!  وبذلك يُمكننا أن نعي الجزء الثاني من كلمات يعقوب في الآية السابق ذكرها: «أ مسرور أحدٌ؟ فليرتِّل» (يع5: 13). فكلمة ”ترتيل“، في الأصل اليوناني ”psal-lo“ وهي تعني: ”تمجيد أو مدح الله بكلمات مُنغَّمة“، ولقد ذُكرت في العهد الجديد خمس مرَّات (رو15: 9؛ 1كو14: 15{مرتين}؛ أف5: 19؛ يع5: 13).  وفي هذه الشواهد الخمسة، نجد أنَّ النغمة السائدة هو مدح الرب وتمجيده، وتعظيم ذاك الذي حوى جميع أوصاف الكمال!

3- السجود وما له من تكلفة
وبعد أن نالت حنَّة سُؤلها، وأنجبت صموئيل، إذ بنا نراها حين فطمته تُصعده معها إلى الربّ في شيلوه، وهي مُحمَّلة بثلاثة ثيران وإيفة دقيق (نحو 24 لترًا) وزق خمر، لتُقدِّمه «عارية (هبة) للربِّ» جميع أيَّام حياته.
وجدير بنا في هذا المشهد المهيب، والذي اُختتم بسجود صموئيل أمام الربّ، أن نتبيَّن - على قدر ما نستطيع - نفسيَّة ومشاعر هذا الصبي الصغير، في هذا اليوم التاريخي من حياته.

وإذ نعود بالزمن إلى الوراء قليلاً، وذلك الطفل الواعد يرى اهتمام أمّه بالإعداد لهذا اليوم المرتقَب، يوم تكريسه هو للربِّ، يستشعر أهميَّة هذا الحدث.  صحيح أنَّه رأى قبل ذلك أباه يصعد إلى شيلوه بدونه، إذ كان ما زال أصغر من أن يصعد معه، ورأى ما أخذه أبوه معه من تقدمات، لكنَّه يرى هذه المرَّة أنه هو نفسه سيُقدَّم للربِّ، عارية للربِّ، جميع أيَّام حياته
كان يعلم أنَّ أباه وأمَّه - إن جاز التعبير - سيقطعان تذاكر للسفر من رامتايم صوفيم إلى شيلوه ”ذهابًا وإيابًا“، أمَّا هو فستكون تذكرته ”ذهابًا فقط“!!  فإنَّه سيودِّع تمامًا حياة الطفولة البسيطة التي كان يعيشها في بيت أمّه إلى الأبد!

ونحن لا نعلم بالتحديد عمر هذا الصبي الصغير حينما فُطم، وأصعدته أمّه لتُقدِّمه للربِّ، غير أنَّنا نعلم، أنَّه بالكاد ترك مرحلة الطفولة، وخطى خطواته الأولى في أعتاب مرحلة الصبا، وعليه من هذا اليوم فصاعدًا أن يُدبِّر أموره بنفسه، دون انتظار مساعدة من أحدٍ.

ونتخيَّله يتفكَّر في يوم فطام طفل آخر؛ يوم فطام إسحاق، وقد صنع أبوه له وليمة كبيرة، احتفالاً بهذا الحدث السعيد (تك21: 8)، وكم كانت فرحة إسحاق وزهوه بنفسه، وقد صار مَحطَّ أنظار الجميع.  كيف لا وهو ”عريس“ تلك الوليمة، مُحاط بعواطف المحبَّة المتدفِّقة من أبيه وأمّه؟ فهو الابن المدلَّل، نعم.. وسيظل كذلك.

وما أبعد يوم فطامه هو عن ذلك الفطام البهيج! إنَّ يوم فطامه يعني الحرمان من حضن أمّه، وذراعي أبيه، إنَّه يعني ابتعاده عن بيته وأقرانه، إنَّه يعني بداية حياة جديدة مختلفة تمامًا عما كان عليه!

وإذ يصعد إلى شيلوه، وهو في هذا الجو المليء بالأفكار المتزاحمة، يستمع إلى أمّه وهي تُردِّد أمام عالي حقيقة ميلاده كاستجابة للصلاة، وكيف أنَّه بذلك صار عارية للربِّ كل أيَّام حياته. وفي هذا الجو المهيب ”سجد للربِّ“.

لقد أدرك أنَّ الصعود إلى شيلوه، والسجود هناك للربِّ، ليس مجرَّد رحلة للنزهة والترويح عن النفس، بل يعني الكثير من البذل والعطاء، إنَّها تعني تقديم كلّ ما هو ثمين وغالٍ للربِّ، تعني أن تكون للربِّ الأولويَّة في كل شيء، وأن لا يكون هناك شيء يُمسَك عن الربّ.

فما أجمل ما نتعلَّمه من هذه العائلة المباركة، إذ:

 نتعلَّم من ألقانة، أنَّ ما يُحيط بنا من مُفشِّلات وسلبيات لا يُثبِّط عزيمتنا في أن نُقدِّم على الدوام سجودنا لإلهنا المجيد العظيم
 ونتعلَّم من حنَّة، أنَّه لا يستقيم سجودنا للربِّ طالما هناك مشغولية بأمورنا الخاصَّة
 ونتعلَّم من صموئيل، أنَّ السجود الحقيقي ليس مجرَّد لغو بكلمات، إنَّما يصحبه تكريس عملي، ويتبعه الكثير من البذل والتضحية!

 

عاطف إبراهيم