أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
العدد السنوي - الفرح
السنة 2014
الفرح في خدمة الرب
«أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ»
(أع20: 24)

هل اختبرت الفرح المرتبط بخدمة الرب، وفرح استخدام الرب لك بقوة الروح القدس، سواء في ربح النفوس أو بنيان القديسين أو رعايتهم؟

الطابع العام للمؤمن الحقيقي هو الفرح.  والذي يخدم الرب يختبر فرحًا من نوع خاص؛ فعندما أرسل الرب يسوع سبعين تلميذًا للخدمة، رجعوا بفرح (لو10: 17)!  وقال بولس: «أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ» (أع20: 24).

خدم الرسول بولس الرب بفرح، لأنه أراد أن يُعلن الشخص المجيد الذي ظهر له وهو في طريقه إلى دمشق، ويُعلن محبته التي ظهرت في الصليب، لذلك قال لمؤمني كورنثوس: «لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا» (1كو2 :2).  كان يحمل اسم المسيح كما قال الرب لحنانيا عنه: «لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ» (أع9: 15)، وكان يحمل أيضًا بشارة نعمة الله، فكان يُخبر الآخرين بالأخبار السارة عن خلاص الله الذي في المسيح، فكيف لا يكون فرحًا؟

يفرح الإنسان الذي يعمل في وظيفة مرموقة أو شركة عالمية مشهورة ويشعر بالفخر، فكم بالحري الذي يعمل مع الله، ويخدم ربنا يسوع المسيح ابن الله؟!  يا له من شرف عظيم وفرح مجيد!

لقد خَدَمَنا الرب يسوع خدمة عظيمة إذ بذل حياته لأجلنا على الصليب، ويخدمنا الآن بحياته في المجد، وفي المستقبل سوف يتمنطق ويتكئنا ويتقدم ويخدمنا، أفما يجب أن نخدمه الآن بفرح ونحن على الأرض؟!

خدمة الرب مرتبطة بالتعب والكد، الأخطار والآلام، وأيضًا الفرح؛ لأن المبدأ الإلهي أن: «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ.  الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مز126: 5، 6).

يفرح الخادم عندما يرى الثمر، والذين يربحهم يكونون سبب فرح له، فقال الرسول بولس: «لأَنْ مَنْ هُوَ رَجَاؤُنَا وَفَرَحُنَا وَإِكْلِيلُ افْتِخَارِنَا؟  أَمْ لَسْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا أَمَامَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ؟  لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا» (1تس2: 19، 20).

يجب أن نعلم أننا «رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةِ ِللهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ.  لِهؤُلاَءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ» (2كو2: 15، 16).  والخادم يفرح وهو يُقدّم المسيح المُخلّص للناس، سواء آمنوا وخلصوا، أو رفضوا وهلكوا، ومثال لذلك رب المجد يسوع الذي خدم في كورزين وبيت صيدا وكفرناحوم، وهذه المدن لم تتُب، لكنه تهلل بالروح وَقَالَ: «أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ.  نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ» (لو10: 21).

يفرح الخادم عندما يدرك أنه في خطة الله، وأنه في المكان الصحيح، والتوقيت الصحيح، ويقدِّم الرسالة المناسبة؛ ويفرح أيضًا عندما يجد المخدومين في الوضع الروحي الصحيح، وأنهم يسلكون حسب كلمة الله، وهذا ما ذكره الرسول يوحنا: «لَيْسَ لِي فَرَحٌ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ أَسْمَعَ عَنْ أَوْلاَدِي أَنَّهُمْ يَسْلُكُونَ بِالْحَقِّ» (3يو4).

وعلينا أن نعلم أن فرح الخادم في الخدمة ومحبته للنفوس يؤثران على السامعين، فيعطي قبولاً للرسالة التي يُقدِّمها.

وأخيرًا يفرح الخادم الأمين لأنه سيأتي الوقت الذي يقف أمام كرسي المسيح لينال المدح والمكافأة من السيد: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ!  كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ.  اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت25: 21).

ليتنا نخدم الرب يسوع بفرح، ونعلن الأخبار السارة للنفوس الهالكة، واثقين في وعد الرب لمن يخدمه: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ» (يو12: 26).

• كقديسي الله، عندما نجتمع معًا، لا بد أن يُظهر الرب يسوع نفسه لنا.  ورؤيته، تجلب لنا الفرح والسلام من جديد، وتمنحنا شعورًا متجدِّدًا لما يُستَحق أن نحيا لأجله، ومعرفة غرضنا من الحياة.  رؤياه تأتي لنا بقوة جديدة للنصرة في معركتنا.  (كلوفيس تشامبيل)
أمين هلال