أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2018
الحياة الأبدية وثمارها
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

إنّ ربنا يسوع هو مصدر الحياة الأبديّة، وهو مُعطيها وحافظها، لكنّ كثيرين يبحثون عن طرق أخرى لامتلاكها؛ بعضهم يسعى إليها بالأعمال، وآخرون يحاولون بالأقوال، وغيرهم يرجونها بالأموال.

في قصة الشابٌ الغني الذي سأل المسيح: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟»، أظهر له الرب أنّ الأعمال الصالحة لا تنفع، والأقوال أي حفظ الوصايا لا تكفي، والأموال أيضًا لا تضمن الحياة الأبديّة (مت١٩: ١٦–٢٢).

يوضّح الكتاب المقدّس موضوع الحياة الأبديّة بجلاء:

١ - المسيح هو مصدرها، ونوالها بالإيمان به وحده. إنّها لا تُحصَّل بالأعمال «وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (١يو٥: ١١، ١٢).

٢ - المسيح هو حافظها بكلمته الّتي لا تقبل أيّ أقوالٍ أخرى معها «وَهَذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (١يو٢: ٢٥).

٣ - الحياة الأبدية هي عطيّة مجّانيّة لا تُشترى بالأموال «وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رو٦: ٢٣).

لكنّ ما سبق لا يُقلّل من أهميّة الأعمال والأقوال والأموال، بل يُظهر عدم قدرتها على تحصيل الحياة الأبديّة، لكن أهمّيتها وفائدتها تظهر بعد الإيمان، وكثمرٍ له، عندها نرى أنّ:

(١) الأعمال هامّة: «هَكَذَا الإِيمَانُ أَيضًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ! أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» (يع٢: ١٧، ١٨). فمن المهم جدًا أن تظهر نتائج الإيمان في ممارسة الأعمال الصالحة للإثمار لمجد الله.

(٢) الأقوال هامّة: «فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوبِ آمَنْتُ لِذَلِكَ تَكَلَّمْتُ. نَحْنُ أَيْضاً نُؤْمِنُ وَلِذَلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا. لأنه إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ» (٢كو٤: ١٣؛ ١بط٤: ١١). فالمؤمن الأمين يشهد عن نعمة الله وخلاصه وأمانته في كل الظروف، فإن كان في ضيقٍ أو رحبٍ، زيارةٍ أم خدمةٍ، دراسة أو عمل فإنّ قلبه يشيد بحمد الرب فيذكر إحساناته ويشارك الآخرين بها.

(٣) الأموال هامّة: «كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ ... لأَنَّ افْتِعَالَ هَذِهِ الْخِدْمَةِ لَيْسَ يَسُدُّ إِعْوَازَ الْقِدِّيسِينَ فَقَطْ، بَلْ يَزِيدُ بِشُكْرٍ كَثِيرٍ لِلَّهِ (٢كو٩: ٧، ١٢). إنّ من اختبر عطيّة الله، يعرف ويُقدّر قيمة العطاء للآخرين كخدمةٍ مقدّسة للرب.


مكرم مشرقى