أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد ديسمبر السنة 2006
فلك النجاة - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«اصنع لنفسك فلكًا ... فتدخل الفلك ... أنت وجميع بيتك» (تك 6: 14- 18) أعتقد أن كل شخص من قراء هذه السطور قد سمع بما سجله الكتاب المقدس عن الطوفان العظيم. وفي الآثار القديمة لكثير من الأمم، يوجد ما يُشير إلى هذا الطوفان. ويُخبرنا الكتاب المقدس أن شر الإنسان كان عظيمًا، وكثر في الأرض، حتى أن الله لم يستطع أن يحتمله أكثر من ذلك، وقرر إيقاع الدينونة عليه. لكن نوحًا وحده «وجد نعمة في عيني الرب» (تك 6: 8). بحسب الطبيعة لم يكن نوح مختلفًا عن الناس الآخرين، لكنه «سار مع الله» (ع9). لقد سعى لمعرفة مشيئة الله، وطلب وجه الله. وقد أطاع نوح حينما أخبره الله أن يصنع فلكًا، لأنه بواسطة هذا الفلك كان سيخلص من الدينونة هو وبيته، مع بعض الحيوانات من كل الأنواع. وقد آمن بالله، وبرهن على إيمانه ببناء الفلك خلال فترة زمنية طويلة، كانت عظة مرئية لكل مُعاصريه. رغم كل ذلك، لم يخلص في النهاية سوى ثمانية أفراد. ويمكن للقارئ أن يعرف القصة كلها في سفر التكوين الأصحاحات من 6 إلى 8؛ عبرانيين 11: 7؛ 1بطرس 3: 20. وفي فرصة لاحقة، استخدم الرب يسوع هذا الحادث ليُعلن ما سيحدث مثله حينما تأتي الدينونة على الأرض كلها في زمن لاحق (لوقا 17: 26، 27). حينئذٍ سيُدان شر الإنسان مرة أخرى وتنزل عليه العقوبة. لكن في الوقت الحاضر نجده كالمخلص يرسل هذا النداء «تصالحوا مع الله» (2كو 5: 20). إن الفلك هو رمز للرب يسوع نفسه الذي يريد أن «ينقذنا من الغضب الآتي» (1تس 1: 10). ولا تنس أن الله نفسه أغلق باب فلك نوح، وبالمثل سيأتي وقت فيه تكون فرصة الدخول للبشر جميعًا متأخرة جدًا، عندما يغلق الله باب التوبة، ويأتي يوم الانتقام. لذا نرجو من كل قارئ لم يحتمِ بعد في الرب يسوع فلك النجاة الحقيقي، أن يُسرع بذلك، لأن سنة الرب المقبولة على وشك أن تنتهي.