أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2019
اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ

«قَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مر١٦: ١٥)

كلمة الله أتى

فيه رأينا الإله

جال في كل الربوع

مُشبّعًا كل الجموع

في صليب الجلجثة

بعد موت الصلب قام

أوصى رُسله الكرام

وأبدأوا من أورشليم

وأذيعوا نعمة

تلمذوا كل الأمم

وبدأ العمل بقوة في أورشليم ...

لكن هي فترة وجيزة ...

وإذا بأورشليم

قتلت أغلى شهيد

وتشتت الجميع

لكن ...

مَنْ يمنع الشمس مِن الشروق؟

مَنْ يمنع الرعد أو البروق؟

من يمنع الإنجيل مِنْ وصول

وذهب فيلبس المُبشر

هناك في وسط ربوع السامرة

وخلَّص الرب به نفوسًا

وابتدا عهدٌ جديدٌ

ووسط هذا الفرح العظيم

هيا هيا يا فيلبس

في طريق غزة

وأطاع الصوت في الحال

ها وزير حبشي

راجعًا من أورشليم

يحمل معه كتابًا

ويسير في هدوء

عن بريء يتألم

ظُلِمَ أيضًا تذلَّل

تُرى مَنْ هذا يكون؟

هل هو ذات النبي؟

وطلبَ معونة فيلبس

عن مسيح الله جاء

فيه وحده تحقق

وقبل وزيرَنا

ووسط هذا القفر والصحراء

فاعتمد في الحال

ومضى في طريقه

يعود لبلاده

في فرح جزيل

ثم يأتي دور شاول

لا يملُّ الافتراس

جده قد كان ذئبًا

هكذا قد كان شاول

وهو مَنْ كان تربى

كان يوثق الضحايا

مِنْ رجال ونساء

في الطريق إلى دمشق

أبرق حوله نور

شاول شاول اسمع

أنت ترفس مناخس

مَنْ تُرى أنت يا سَيِّد؟

جاءه صوت مِنْ المجد يقول:

ها أنا نفسي يسوع

فكفاك مِنْ عناد

ربي ماذا تُريد؟

قُمْ وادخل المدينة

واقتادوه

شاول صار يُصلي

شاهدًا أن يسوع

هو نفسه المسيا

وهو ابن الله أيضًا

وابتدا عهدٌ جديدٌ

وإذا بالذئب أمسى حملاً

والصليب صار دومًا فخره

بقى باب جديد ...

هيا يا بطرس هيا

هيا إلى قيصرية

تجد نفوسًا عطشى

وذهب بطرس

بعد أن رأى الملاية

وأذاب الرب منه

كل شك وتعصب

فتح بطرس فاه وتكلَّم

عن مسيح هو رب الكل

يصنع الخير ويمنح الشفاء

له يشهد جميع الأنبياء

بينما بطرس لم يُكمل كلامه

ويحلُّ على كل السامعين

دُهش بطرس مع أهل الختان

ورأوا موهبة الروح دليلاً

ثم تمَّ الأمر واعتمدوا بماء

هكذا قد فُتح الباب أمام نسل يافث

قبلها قد فُتح لنسل حام ثم سام

ربي ما أغلى دماك!!

جاء بالحب لنا

يمشي فيما بيننا

شافيًا أمراضنا

رافعًا كل العنا

حمل آثامنا

غلب الموت وقام

بشروا كل الأنام

ولا تنسوا السامرة

للجميع غافرة

والنفوس الحائرة

تُكمل شرورها

بأيدٍ جائرة

باتساع الدائرة

مَنْ يمنع الأرض مِنْ الدوران؟

مَنْ يمنع النهر مِنْ الفيضان؟

إلى أقاصي الأرض والبلدان

ومعه البشرى إلى كل الأنام

يحمل معه بًشرى إنجيل السلام

عاشت سنين الجهل والظلام

وانقضى عهد الخصام

جاء صوت من جديد

واتركنَّ السامرة

هناك نفس حائرة

وذهب هناك

من أقاصي الأرض جاء

بعد رحلة عناء

لأمير الأنبياء

يقرأ في إشعياء

سيق للذبح كشاة

ظل لا يفتح فاه

أم تكلَّم عن سواه؟

وابتدا أحلى الكلام

أكمَلَ عمل الفداء

كل قول الأنبياء

بشارة السماء

يُرتب الرب وجود ماء

ليُكمل الترحال

ما خطر بالبال

بنيامينيٌ أصيل

في الصباح وفي الأصيل

في حمى غمالائيل

ويسوقهم سبايا

ما شفوا له غليل

كان ذلك اللقاء

جاءه صوت يُجلجل في الفضاء

واصغِ لهذا النداء

تضطهدني في غباء

أُعلِنُ ذاتي لكَ

وكفاك كبرياء

عرفني المزيد

وأبدأ حياتك مِنْ جديد

في خضوع وتواضع

بل ويدخل المجامع

مَنْ رفضه اليهود

ملك المجد العتيد

مَنْ على الكل يسود

يرتضي بالذل أيضًا والقيود

حمل الإنجيل لأقصى الحدود

يا حامل المفاتيح

تشتاق للمسيح

تنزل من السماء

بل وكل الكبرياء

جاء مِنْ السماء

وبموت الصلب تممَّ الفداء

وإذا بالروح يهب حيث شاء

كل مَنْ لبى النداء

إذ رأوا بعيونهم فيض العطاء

عن موافقة السماء

ربي ما أسمى الفداء!!


فخري وهبه