أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يونيو السنة 2006
جمال الرب
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«واحدةً سألتُ من الرب وإياها التمس: أن اسكن في بيت الرب كُلَّ أيام حياتي، لكي انظُر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله» (مز 27 :4)

«واحدةً سألتُ من الرب وإياها التمس» أو «واحدة هي كل مرغوبي!» ألا نجد في هذا تجاوبًا واضحًا مع كلمة الرب في لوقا 10 :42 حيث يقول: «الحَاَجَة إلى واحدٍ»؟ ... كانت شهوة المرنم القصوى أن ينظر إلى «جمال الرب»، ثم أردف قائلاً إنه يريد أن يفعل ذلك كل أيام حياته. هذا هو أقصى مشتهاه، وهذا هو شغله الشاغل. ولنا أن نتأكد أن هذا هو كل ما يحتاجه، وهو كل ما نحتاجه نحن أيضًا. ورغم أن سحابة المشغوليات التي في الحياة قد تلقي بظلها علينا، فيتشتت الفكر وراء اهتمامات متنوعة، مثل مرثا (لو 10 :38-42)، فننصرف عن هذا الأمر الجوهري الواحد. إلا أن هذا هو بالفعل كل احتياجنا.

 ألا تتوافق رغبة المرنم في هذا المزمور مع صلاة الرب يسوع إلى الآب: «أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني» (يو 17 :24). هذا هو امتيازنا الأبدي أن ننظر إلى جمال مجد الرب يسوع والى مجد جماله. ورغم أننا في الأبدية، سنتحرر من الأثقال التي تعوق الإدراك الكامل، إلا أننا لن نسبر أغوار ذلك المجد العظيم. يا له من أمر مفرح ومبارك! وهذا ومن امتيازنا، ليس فقط أن نمتلئ سرورًا بالتفرس في هذا الجمال الفائق وهذا المجد الفائق، بل أيضًا أن نتغيَّر إلى تلك الصورة شيئًا فشيئًا (2كو 3 :18). فإذا حذونا حذو المرنم هنا، وكانت لنا العين البسيطة الناظرة إلى مجد الرب يسوع، فإننا شيئًا فشيئًا سوف نعكس هذا المجد عينه، بينما نحن هنا على الأرض... قد لا ندرك أننا نعكس هذا الجمال المجيد، إلا أن مشغوليتنا بالتفرس في رب المجد ستجد في ذلك الأمر كل مكافأتها.

ه.ب.دونكانسون