أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2018
انتظار السَيِّد
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«لِتَكُنْ أَحْقَاؤُكُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجُكُمْ مُوقَدَةً، وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجِعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ. طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَتَمَنْطَقُ وَيُتْكِئُهُمْ وَيَتَقَدَّمُ وَيَخْدِمُهُمْ ... فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذاً مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» (لو١٢: ٣٥-٤٠).

هذا هو الموقف اللائق بالمسيحي المؤمن – هل هو موقفك؟ ينبغي أن نكون مثل أُنَاسٍ ينتظرون سَيِّدهم ... أُنَاسٍ يحبونه، وكنزهم في السماء حيث هو. شعب لا ينساه في وقت غيابه. فلئن كانوا مشتغلين بعملهم إلا أن ”أَحْقَاءهُمْ مُمَنْطَقَةً وَسُرُجَهُمْ مُوقَدَةً“، وهم أنفسهم ”يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ“. إنهم لا يُجادلون متعللين بتواريخ معينة لرجوعه، ولا أعينهم مثبتة على علامات لمجيئه، فالمسيحي ينتظر فقط المسيح.

نحن نعرف أن المسيح ذهب إلى السماء وأعطانا وعدًا بأن يأتي ليأخذنا إليه، ونحن لا نعرف ميعادًا لرجوعه، ولكننا نعلم أنه وعد أن يأتينا سريعًا (رؤ٢٢: ٢٠). لذلك نحن لا نشك بشأن مجيئه الثاني، فنحن نثق بصدق وعده، عالمين أنه «لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ» (٢بط٣: ٩). فكما ينتظر هو بصبر، هكذا ينبغي أن ننتظر نحن بصبر.

أَ ليس هو أمرًا معزيًا أن نعرف أنه بينما نحن ننتظره فإن كثيرين يسمعون صوته ويأتون إليه مؤمنين باسمه؟ هل هذا هو موقفك وهذه هي عادتك؟ هذه هي المسؤولية الكبرى ”لعَبِيدِه“.

فإذا كنت تؤمن به فانتظره بصبر، وافحص نفسك لترى إذا كان ثمة عائق يحول دونك وانتظاره بصبر يومًا بعد يوم.

وليم كلى