أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2012
ولا أنا أُُدينك - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
قَالُوا لَهُ: يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ.  فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» (يو8: 4، 5)

العبارة حق، والدليل على إدانة المرأة دامغ، والناموس واضح وصريح.  ولكن مَنْ هو الذي يُنفِّذ الناموس؟ «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!».  تلك كانت إجابة الرب يسوع.  ومَنْ مِنْ البشر يستطيع القول: “أَنَا بِلاَ خَطِيَّةٍ”؟  وإذ لم يكن بمقدور أي منهم أن يقول ذلك فبالأحرى هم جميعًا تحت هذا الحكم عينه، شأنهم شأن المرأة «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رو6: 23).
قد تحاول أن تقنع نفسك أنك لست سيئًا جدًا.  وقد تجد كثيرين ممن هم أسوأ منك بكثير.  ولكن هل معنى هذا أنك لست خاطئًا على الإطلاق؟ ألا يحتج ضميرك صارخًا ومشتكيًا: “إنني لستُ بِلاَ خَطِيَّةٍ”؟ إذ ذاك فالموت هو المآل، فالله لا يمكن أن يكذب، فهذه هي كلمته.
والآن إذا كان الله بارًا فقط فنحن بلا رجاء.  ولكن هو «إِلهٌ بَارٌّ ومُخَلِّصٌ» (إش45: 21).  هو الديان وله السلطان أن يدين.  ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن يعفو؟
«وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسَطِ» (يو8: 9).  لقد كانت تقف في حضرة ذاك الذي “وحده بِلاَ خَطِيَّةٍ”، والذي يحق له وحده أن يرميها بحجر.  لقد أدانها الناموس.  فهل ينفذ حكم الناموس؟ «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ.  اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا» (يو8: 11).
لم يمنحها الرب عفوًا مشروطًا.  فهو لم يقل: “ولا أنا أدينك إذا لم تُخْطئي”.  كلا، لقد أعطاها غفرانًا تامًا وكاملاً أولاً.  وهذا من شأنه أن يُجنبها الخطية مستقبلاً.
وإذا رغبت في قوة لتغلب خطاياك، ينبغي أن تعرف أولاً عفو الله بواسطة المسيح.  فبالإيمان بيسوع ستتبرر مِن خطاياك مجانًا لتُمحى خطاياك مِنْ أمامك، كما مُحيَّت أمام الله، ولينبع سلامك مِن الإيمان بدم صليبه الذي به صنع السلام.
            داربي   

داربي