أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2017
حَمَلُ اللَّهِ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

(يو١: ٢٩)

ما أن استدار يوحنا المعمدان، ونظر الرب يسوع آتيًا على ضفة نهر الأردن، حتى أجاب على سؤال إسحاق الوارد في تكوين ٢٢: ٧ « يَا أَبِي! ... هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلَكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟». والآن دعونا ننظر بتدقيق لعبارة يوحنا المعمدان:

١- «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ» ... إنه حَمَلُ الله. فهو لم يكن من اختيار بشر «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يو١: ١١). وفي إشعياء ٥٣: ٣ نقرأ: «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ».

نعم، لم يكن مِن اختيار الإنسان، ولكنه كان حَمَلُ الله الكامل الخالي من الشائبة والعيبة؛ «حَمَلٌ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ» (١بط١: ١٩). وفي أماكن أخرى نقرأ عنه: «لَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ» (١يو٣: ٥)، وهو الذي «لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً» (٢كو٥: ٢١)، «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً» (١بط٢: ٢٢)، و«بِلاَ خَطِيَّةٍ» (عب٤: ١٥)، و«بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ» (عب٧: ٢٦).

كان حَمَلُ الله كاملاً في الباطن والظاهر. كان اختيار الله حقًا. حتى غير المؤمنين اعترف واحد منهم قائلاً: «لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً» (يو١٩: ٦). وقال عنه يهوذا الإسخريوطي: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» (مت٢٧: ٤). وقال عنه الجندي الروماني: «حَقًّا كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!» (مر١٥: ٣٩). ورغم كل هذه الشهادات فهو لم يكن مِنْ اختيار إنسان.

٢- «يَرْفَعُ الخَطِيَّةَ» ... وهذا أمر غير مسبوق، فلم يحدث مِن قبل «لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا» (عب١٠: ٤). وكل الذبائح التي نُحِرَت قبل مجيء حَمَل الله، فقط غطت الخطية، بيد أنها لم ترفعها. إنه فقط «دَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ» (١يو١: ٧)

٣- «خَطِيَّةَ الْعَالَمِ» ... في تكوين ٢٢ مات الكبش عوضًا عن إسحاق. وفي خروج ١٢ مات الحمل بدلاً من البكر، وفي إشعياء ٥٣ مات لأجل الأمة. ولكن حَمَل الله؛ ربنا يسوع المسيح، مات ليرفع خطية العالم.

ت . ب . هادلى