أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2011
كوكب الصبح المنير
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
«أَنَا يَسُوعُ ... كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ» (رؤ22: 16)
يشير العامة عادة إلى الكواكب والمذَّنبات والشهب وكل ما يلمع في ظلام الليل، باعتبارها “نجومًا”.  ويسير الكتاب المقدَّس على المنوال ذاته.  وهم يُشيرون إلى كل نجم يُضىء قبيل بزوغ الشمس بـ“كوكب الصبح”، وإلى كل نجم يضيء بعد غروب الشمس “بكوكب المساء”.  ولكن في الآية المُقتبسة أعلاه (رؤ22: 16)، لا يُشير الكتاب المقدَّس إلى كوكب أو نجم من الأجرام السماوية.  إنه هنا يدعو المسيح نفسه باعتباره «كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».  ولماذا؟ إن كَوكَب الصُّبح يُضيء بينما الظلام باقٍ، يسحب أذياله قبيل شروق النهار.  وشرور الدهر الحالي ما هي إلا ظلمة، وها هو كوكب الصبح موشك أن يبزغ باختطافنا من العالم لنكون كل حينٍ معه.  وبعد فترة من الاختطاف سنعود معه ليؤسس مملكته الكاملة على كل الأرض، وينزع منها جميع فعلة الأثم.  وهذا يكون لنا بمثابة النهار الكامل.  ولكل مؤمن مصغٍ سامعٍ يرد القول: «وَمَنْ يَغْلِبُ وَيَحْفَظُ أَعْمَالِي إِلَى النِّهَايَةِ فَسَأُعْطِيهِ سُلْطَاناً عَلَى الأُمَمِ ... وَأُعْطِيهِ كَوْكَبَ الصُّبْحِ» (رؤ2: 26، 28).  الوعد الأول واضح أنه سيتحقق مستقبلاً، أما الوعد الثاني فهو نصيبنا الآن.  وأن نأخذ لنا الرب يسوع كوكب الصبح المنير فهذا معناه أن يكون هو فعلاً الرب المهيمن على حياتنا.  ومن شأن ذلك أن يشجعنا في أوقاتنا العصيبة، وأن يؤازرنا لنغلب الشر والمُقاومات، وأن يجعل لحياتنا غرضًا ورجاءً.
إذن نحن ينتظرنا “نهار” لامع.  ويقول الرب: «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ» (رؤ22: 12).  ياله من حافز يحثنا على العيش بأمانة بينما نتطلع إلى مجىء ربنا «كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ».

ا.ه.كروسبى