أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد أكتوبر السنة 2007
أنا الرب لا أتغير
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
قال أحدهم، وهو صادق في قوله: ”إن قانون التغيُّر هو القانون الوحيد الثابت على هذه الأرض“.  وأوضح مثال لهذا التغيُّر هو فصول العام الطقسية، وهي تمثل فصول العمر المختلفة.  ولادة، نمو، شيخوخة، ثم موت.  والتغيُّر يضع بصماته على كل شيء في الحياة.  وفي الأعوام الأخيرة نجد التغيُّر حولنا واضحًا بصورة مُثيرة، فمثلاً ما إن يصل طرد أجهزة الكمبيوتر، وقبل أن يخرج الجهاز من صندوقه، نجد الإعلانات الجديدة عن جهاز آخر ”أكثر تطورًا“.  وليس هذا في مجال الاتصالات وأجهزة الكمبيوتر فحَسب، بل في كل شيء تقريبًا من حولنا.
تأمل الظروف السياسية التي حولنا لتندهش بشدة.  أين بعض الدول العظيمة؟ انتهت، سقطت، اختفت كيف؟! الإجابة: لأنها تخضع لقانون التغيُّر.
وأين الرؤساء العظماء؟! انتهوا، سقطوا، أُغتيلوا لماذا؟! لأنهم يخضعون لقانون التغيُّر.
هذا القانون قد يُتعب ويقلق العالم.  ليس هناك أمان.  ليس هناك استقرار، ولا اطمئنان، ولا راحة، ولا ضمان.  فماذا تظن ـ يا أخي العزيز ـ أن يكون موقف المؤمن الحقيقي مثلك ومثلي؟ هل نخاف ونضطرب؟ هل نقلق؟ كلا على الإطلاق، لأننا إن كنا حقًا لا نعلم المستقبل، لكننا نعلم أن إلهنا حيُّ باقٍ لا يتغيَّر.  محبته لا تتغيَّر، أمانته لا تتغيَّر، قدرته لا تتغيَّر، رقته، شفاعته، لطفه، حنانه، طول أناته، إنه كُلّه، بكل صفاته الرائعة، لا يتغيَّر.
والآية التي في أعلى هذا المقال تقرر هذا، وهكذا أيضًا الآية التي وردت في رسالة يعقوب1: 17 «أبي الأنوار ... ليس عنده تغيير ولا ظلُّ دورانٍ».  ولقد جاءت هذه الآية في إحدى الترجمات بهذا المعنى: ”الآب ... لا يتغيَّر كالظلّ المُتنقّل“.  وفي الرسالة إلى العبرانيين13: 8 يأتي أيضًا هذا العدد الرائع الذي يعلن أن «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد».  هنا نعثر على السلام المفقود، والأمان الأكيد، والراحة المطلوبة.  آمين.
لاري أوندرجاك