أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2009
أهـم نـداءٍ - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«استعد للقاء إلهك»   (عا4: 12)هذه الحقيقةُ – أعني لقاء الإنسان بإلهه – يتجاهلها عددٌ كبيرٌ من الناس، ويظنون أنهم إذا تجاهلوها فهذا معناه أنه لن تحدث المواجهة بينهم وبين الله.

وهم بذلك كمن يدفنون رؤوسهم في الرمال، كيلا يروا الخطر المحدق بهم، وكأنهم يقولون: «سلامٌ سلامٌ، وليس سلامٌ». نعم فإن الكتاب المقدس يعلن: «حينما يقولون سلامٌ وأمانٌ، حينئذٍ يُفاجئهم هلاكٌ بغتة، كالمخاض للحُبلى، فلا ينجون» (1تس5: 3). ما الذي تفعله – عزيزي القارىء – إذا دُعيت لمقابلة شخصٍ عظيم، رئيسٍ أو حاكمٍ؟

إنك تستعدُ جيدًا لهذا اللقاء، أليس كذلك؟ وقبل أن تدخل للقائه يقولون لك: استعد للقاء الحاكم، استعد للقاء الرئيس .. لكن النبي عاموس يقول في سفره «استعد للقاء إلهك».

من هو هذا الإله الذي سوف تقابله؟ ما هي صفاته؟

أولاً: هو إلهٌ عظيم – كليُ القدرة وكليُ العلم. فيقول عنه النبي عاموس مباشرةً بعد الآية موضوع تأملنا «فإنه هوذا الذي صنع الجبال وخلق الريح وأخبر الإنسان ما هو فكره، الذي يجعل الفجر ظلامًا، ويمشي على مشارف الأرض، يهوه إله الجنود اسمُهُ».

ثانيًا: هو إلهٌ قدوسٌ يكره الخطية. قال عنه الكتاب المقدس: «هذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به، أن الله نورٌ، وليس فيه ظلمةٌ البتة» (1يو1: 5). وقال له النبي حبقوق: «عيناكَ أطهر من أن تنظرا الشر» (حب1: 13). وأخيرًا قال له داود النبي: «لأنك أنت لستُ إلهًا يُسرّ بالشر، لا يساكنك الشرير» (مز5: 4).

ثالثًا: لكنه أيضًا إلهٌ محبٌّ، فمع أنه يكره الخطية لكنه أحبَّ الخطاة. ومكتوب: «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاةٌ مات المسيح لأجلنا» (رو5: 8). لقد أمكنه حلَّ المعادلة الصعبة: كيف يكره الخطية ويحب الخاطىء؟ وكان في صليب المسيح الحلُّ. فلقد دان الله الخطية في صليب المسيح، وأخذ حقوقه كاملة من البديل الكريم ربنا يسوع المسيح، وأمكنه أن يعطي عفوًا شاملاً ومجانيًا لكل تائبٍ مؤمنٍ.

هذا هو الإله الذي ستلقاه يومًا ولا مفر.

لا بد من أن تلقاه. ولا لقاء معه إلا في مكانٍ من اثنين. إما أن تلتقي به كالمخلص الآن، أو تلتقي به فيما بعد كالديان.

تلتقي به عند الصليب فتنال الخلاص، أو تقف أمامه قدام العرش العظيم الأبيض، لتأخذ القصاص.

إن الذي يدعوك ليخلصك الآن هو نفسه الذي في يومٍ قادمٍ سيدين سرائر الناس، ثم يأمر بعدها بطرحهم في بحيرة النار والكبريت ليُعذبوا فيها إلى أبد الآبدين.

- ما المطلوب إذًا؟

- «استعد للقاء إلهك».

إن كل المؤمنين الحقيقيين أصبحوا مستعدين للقائه. إنهم في شوقٍ شديدٍ لمجيئه فتتم كلمات الرسول: «نكون كل حينٍ مع الرب، لذلك عزوا بعضكم بعضًا بهذا الكلام» (1تس4: 17، 18). أما الذين لم يؤمنوا به إلى الآن فإن العذاب مصيرهم. فليت صوت الله يدوي في أعماقك الآن وأنت تستمع إلى هذه الكلمات:

استعد ... استعد ... استعد

متى تستعد؟

- الآن.

كيف تستعد؟

- بالإيمان.

فله (أي للمسيح) يشهدُ جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا (أع10: 43).

يوسف رياض