أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد فبراير السنة 2006
الحماية الإلهيه
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وبعدما انصرفوا (المجوس)، إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلاً : قُمْ وخذ الصَّبيَّ وأُمَّهُ واهرب إلى مصر. وكُنْ هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مُزمعٌ أن يطلب الصَّبيَّ ليُهلِكهُ» (مت2 :13)

هنا نرى الله مستخدمًا ملاكًا لحماية الرب يسوع المسيح، وذلك طبقًا للبنوة : «لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طُرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجرٍ رِجْلَكَ» (مز 91 :11و12). وكما عبّر أحدهم فقال: ”لقد كانت هناك ملائكة منوط لها بحماية الرب يسوع المسيح وهو يجتاز في هذا العالم المعاد له. وهاتان الدمان الكريمتان كانت ينبغي أن تُحفظا من الأذى“.

 فها هو سيف هيرودس الظالم لم يستطع أن يلحق به أدنى أذى. كان يمكن أن يتحطم هذا السيف ويتناثر إلى مليون شظية، وكان من الممكن أن يد السَيَّاف الغاشمة تُقطع وتُطرح بعيدًا، ولكن الله اختار هذه الطريقة البسيطة غير المتوقعة مستخدمًا ملاكًا لحفظ الرب يسوع.

 ولكن هل حُفظت هاتان القدمان الكريمتان من الأذى على طول الخط؟!.. كلا. فها هي المسامير تخترقها على الصليب.. فرغم أن ربوات من الملائكة تحت إمرته ورهن إشارته، إلا أنه – تبارك اسمه - لم يستدع أيهم لنجدته، حيث أن ذلك كان من شأنه أن يعطل مشروع خلاصنا العظيم، لأنه – له كل المجد - «حَمَلَ هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة» (1بط 2 :24). على أنه لم يحتمل المسامير فحسب، بل لقد احتمل الصليب مستهينًا بالخزي وذاق بنعمة الله الموت.

 لأجل كل واحدٍ. وكم نشكر الله من القلب، لأن ملاكًا لم يتدخل مجريًا معجزة، لحفظ الرب يسوع المسيح، من الموت. بيد أن العجب العجاب أن الله يحبنا كما يحب ابنه (يو 17 :23). وقد أرسل ملائكته أرواحًا خادمة لنا نحن أيضًا (عب 1 :14). وما دام الله يرى أنه ما زال أمامنا عملاً لننجزه، فنحن موضوع حمايته، ولن يلحق بنا أدنى ضرر من أي خطر خفيًا كان أم ظاهرًا. ولو اقتضى الأمر إجراء معجزة أو استخدام الملائكة. ولكن إذا اقتضى قصد الله من جهتنا الألم أو الموت، عندئذ لن يتدخل ملاك، بصورة أو أخرى لحفظنا. وعلينا كخدام أمناء للرب أن نتسلَّح بهذا الفكر الذي كان في المسيح يسوع أيضًا لنكون أمناء حتى الموت (في 2 :5 ؛ 1بط 4 :1 ؛ رؤ 2 :10).

 

ا.ه.كروسبى