أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد سبتمبر السنة 2007
أَحَارِسٌ أَنَا لأِخِي؟ - علامة استفهام
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

بعد إنكار قايين كذبًا، مجيبًا على لله عندما سأله: «أين هابيل؟»، بالقول: «لاَ أَعْلَمُ!» ـ مؤكدًا أنه ابنً لإبليس الـ«كَذَّابٌ وَأّبُو الْكَذَّابِ»، وسبق كذبه أنه فعل مشيئة أبيه (إبليس) بقتله هابيل (يو 8: 44) ـ كنا نظنه يكتفي بهذا، لكن قايين استرسل في جوابه على سؤال الرب: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»، بسؤاله الاستنكاري: «أَحَارسٌ أَنَا لأَخِي؟». ونرى فيه:
1. جرأة وجسارة غير مقدسة، ضد الرب.
2. عدم تقدير:

  •  لمعاملات الرب له، بالنعمة.
  • لعلاقته بأخيه. وقد أوصى الكتاب بالقول: «لاَ يُفَكِّرْ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَرًا عَلَى أَخِيهِ» (زك 7: 10)، دالاً على عدم محبته للرب «لأَِنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟» (1يو 4: 20).
  • لمشاعر الوالدين تجاه هابيل.

3. أنه لم يندم. وبالتالي لم يعترف بجريمته، ولم يتب.
4. أراد أن ينهي محاجاة الرب. وكأن شيئًا لم يكن.
وبذلك، أغلق باب الحوار مع الرب، وكأنه يقول: ”طبيعي أنني غير مسئول عن أخي! من أقامني حارسًا له؟! فلا تكلمني عنه“. غاسلاً بذلك يديه الملوثتين بالدم الزكي ... لكن هيهات.
لماذا لا تكون حارسًا لأخيك؟ فإن «الأَخُ.. لِلشِّدَّةِ يُولَدُ» (أم 17: 17). أي ينبغي أن تكون سندًا وعضدًا له. فهل الأرض التي تحرثها وتحرسها أهم من أخيك؟ وأي تَدَيُّن هذا الذي يبيح تطاولك على الرب؟ اسمع حكم الكتاب: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أنَهُ دَيَّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هذَا بَاطِلَةٌ» (يع 1: 26).
ربما توقع قايين أن يكتفي الرب بهذه الإجابة، ويتركه لحال سبيله، ظانًا أن «الرَّبَ لاَ يَرَانَا! الرَّبَ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ!» (حز 8: 12)، لكن «إِنْ قُلْتَ: هُوَذَا لَمْ نَعْرِفْ هَذَا، أَفَلاَ يَفْهَمُ وَازِنُ الْقُلُوبِ؟ وَحَافِظُ نَفْسِكَ أَلاَ يَعْلَمُ؟» (أم 24: 12).
طالما أنكرت قائلاً: «لاَ أَعْلَمُ!»، واستنكرت بقولك: «أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟». فاعلم ان الجريمة لا تموت، هناك قضية لا بد البحث والبت فيها، وهي «أَيْنَ هَابِيلُ؟». وأنت أول من تُسأل عنه، فإنه أخوك.
عجبًا .. لم يعِ قايين:

  • ماذا يعنيه الرب بسؤاله؟ فمن فرط حماقته، لم يدرك علم الرب بجريمته «لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِ الأَرضِ» (2أخ 16: 9).
  • لماذا يسأل الرب عن هابيل بالذات؟ لأنه «عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ» (مز 116: 15). وهو لم يعِ لأن إبليس قد أعمى ذهنه (2كو 4: 4)، وخَدَّرَهُ بِسُم الخطية.

وهكذا كما فصلت الخطية بين الزوج وزوجته (تك 3: 12)، أوجدت العداوة بين الأخ وأخيه.
عزيزي .. هل نلت الحياة، أم ما زلت ضمن عِداد الأموات، في الذنوب والخطايا (أف 2: 1)؟ لا يَخدعَنَّك قلبك، إن كنت لا تحب أخاك، «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ إِنْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إلَى الْحَياةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي المَوْتِ» (1يو 3: 14)، فإن كنت لم تنل الحياة، فالجأ إلى المسيح بالإيمان به، لأن «الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يَؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ الله» (يو 3: 36).

نشأت راغب