أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2018
أوهام وخيالات!
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

الأوهام والخيالات والصور الخادعة يُمكن أن تكون تسلية ظريفة، لأنها تعترض وتتحدى إحساسنا بالحقيقة. ونحن نراها في كل مكان، ونراها في بعض الخدع التي تُقدمها الأفلام السينمائية، وهي تستطيع أن تُخبرننا بالفرق بين ما هو حقيقي، وما هو ليس كذلك.

ولكن ألا تعرف بعض أوجه الخداع التي يقع ففي حبائلها ملايين من الناس يوميًا؟ هذه الخدع من أفعال أكبر مُروّج للأوهام والخدع؛ الشيطان، الذي يُدعى في الكتاب المُقدَّس «كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يو٨: ٤٤). ولقد خدع بالفعل أناسًا كثيرين، وحضهم على عصيان الله منذ بداية الزمن. فهو مخادع متمرس. فهل سقطت في أي من أوهام الشيطان؟

هذه الحياة هي كل ما في الأمر

أي أن نُستدرج في هذه الحياة بألا نُلقي انتباهًا للحقائق الأبدية. ولكن الله يقول إن هذه حماقة: «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (مر٨: ٣٦).

ما تشعر به وتستحسنه، فهذا افعله

ولكن ألا يجب أن نُدقّق ونهتم بما نفعله؟ ألا يوجد ما هو صواب، وما هو خطأ؟ إن الله يقول إننا سنحصد ما زرعناه: «لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا» (غل٦: ٧).

لا يوجد جحيم

إذا فكرت فيما يأتي بعد هذه الحياة، فسيُحاول الشيطان أن يقنعك أنه لا توجد دينونة أبدية للأشرار، ولا يوجد عذاب أبدي لتنشغل به. ولكن الله يقول ما هو العكس تمامًا: «لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ» (مت١٠: ٢٨).

كل إنسان سيذهب إلى السماء

يا لها من كذبة صدقها الكثيرون، أنه لن يذهب أي إنسان إلى الجحيم على الإطلاق. أما الحقيقة أنه بالرغم من أن جهنم قد أُعِدَت لأجل الشيطان وملائكته، إلا أن الكتاب المُقدَّس يقول إن أولئك الذين يقعون في شرك خداع الشيطان، سيمضون إلى هناك أيضًا «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ» (مت ٢٥: ٤١).

أنت لست سيئًا إلى هذا الحد

في كل مرة نرد على كذبة من أكاذيب الشيطان، نجد أن كل واحد يكون متأكدًا أن شخصًا آخر هو الذي سيذهب إلى جهنم، وليس هو. فهل نحن حقًا سيئون لدرجة أن نذهب إلى الجحيم؟ تقول كلمة الله: «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رو ٣: ٢٣).

تستطيع أن تربح السماء

طالما أننا اعترفنا أننا أخطأنا، فسنجد أن الكذبة التالية كثيرًا ما تسوق إلينا الاحتمال بأننا فعلنا من الخير، ما يكفي ليتغلب على أخطائنا. ولكن الأمر يختلف في عيني الله: «قَدْ صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا (أي أعمالنا الصالحة)، وَقَدْ ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا» (إش ٦٤: ٦).

أنت سيء جدًا، ولن تخلُص

يقع الكثير من الناس – للأسف – في هذه الخدعة أيضًا. نعم، بالصواب أننا أخطأنا وفعلنا الشر. ولكن من الصواب أيضًا أن الله ما زال مُستعدًا لأن يُخلّصنا. ولقد وعد الرب يسوع: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يو٦: ٣٧).

لماذا يُريدك الله أن تأتي إليه؟ الجواب: إنه يُحبك، ويُحبني أنا أيضًا. ليس لأننا اكتسبنا هذه المحبة، بل لأنه اختارنا لذلك. والله بيَّن محبته لنا، عندما أرسل ابنه الوحيد، الرب يسوع، إلى هذا العالم، ليحلّ مشكلة خطايانا «اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا» (رو ٥: ٨).

وعندما مات الرب يسوع على الصليب، فتح ومهَّد الطريق للخطاة ليُعيدهم إلى الله. لقد كانت خطايانا دينًا يجب أن يُستوفى، وقد وفى الرب يسوع كل ديوننا. وكانت خطايانا حملاً يجب أن نتحمَّله، وحمله الرب يسوع، ورفعه عنا إلى الأبد.

والآن هو يُرسل هذه الرسالة، ليُوقظ ويُنبه الناس إلى حاجتهم إليه «كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي (بالرب يسوع) غُفْرَانَ الْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ الْمُقَدَّسِينَ» (أع ٢٦: ١٨).

صديقي: احذر أن تقع في أوهام الشيطان بعد الآن. ثق في الله، وضع إيمانك – الآن - في شخص تستطيع أن تثق به، هو الرب يسوع المسيح.



كاتب غير معروف