أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد أكتوبر السنة 2006
العشاء العظيم - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
(اقرأ من فضلك لوقا14: 16- 24) هذا المَثَل الذي قاله الرب يسوع لليهود في ذلك الوقت، لا يزال له أهميته ومغزاه ليومنا الحاضر. فالله يدعو الجميع إلى عشائه العظيم، ولم يستثنِ أحدًا أو يستبعده، لذلك فأنت أيها القارئ العزيز ضمن الذين تشملهم هذه الدعوة لكي تشترك في العشاء المُعَّد من الله إكرامًا لابنه يسوع المسيح. إن الله سيُسّر إذا قبلت دعوته. وهو قد أعد مائدته بغنى، لأنه يسعد بأن يعطي بسخاء وكَرَم بلا حدود: فأنت تستطيع أن تحصل على الفداء الأبدي وغفران خطاياك مع سلام نفسك الأبدي. وقد أرسل السيد رسولاً إلى كل المدعوين إلى العشاء الذي كان قد أعده. كان عمله هو أن يُخبرهم أن كل شيء قد أُعد. وفي الوقت الحاضر يقوم المبشرون بالإنجيل، أو الذين يكتبون رسائل الإنجيل مثل هذه النبذة، بالتوسل إلى الناس أن يأتوا إلى يسوع المسيح. ما هو ردّ فعل الناس تجاه دعوة الله في وقتنا الحاضر؟ في المَثَل نجد أنهم استعفوا بأعذار متنوعة. فقد كان لواحد قطعة من الأرض، وآخر احتاج أن يذهب ليمتحن خمسة أزواج من البقر، بينما آخر لم يستطع أن يترك زوجته. واليوم نجد الناس مشغولين بأموالهم وممتلكاتهم. وفي أغلب الأحوال أصبحت هذه الممتلكات أكثر أهمية لهم من الله. والبعض الآخر أصبحت مهنتهم أو عائلتهم لها الأهمية الأولى في حياتهم. ما هو ردّك على دعوة الله؟ هل يوجد أي شيء في حياتك يمنعك عن قبولها؟ أم أنك تبعد عنك رسل الله ببعض الأعذار؟ إن الله عالم بالكيفية التي تجاوب بها. ويومًا ما سيذكِّرك بأنك رفضت دعوته. وربما يكون الوقت متأخرًا جدًا لكي تتجاوب معه حينما يأتي ذلك الوقت! إن جميع المدعوين إلى ذلك العشاء العظيم، والذين منهم بلا شك مواطنون شرفاء ومُعتبرون، رفضوا الدعوة. لذا أرسل السيد عبده مرة أخرى. ومَنْ هم الذين كان على العبد أن يدعوهم هذه المرة؟ المساكين، والجُدع، والعُرج، والعُمي. أَ ليس جميع هؤلاء مواطنون من الدرجة الثانية ـ إن جاز لنا القول؟ مع ذلك كانوا هم على وجه التحديد الناس الذين أرادهم سيده. إن أولئك المدعوين أولاً، لم يكونوا مستحقين للدعوة، إذ لم يعني ذلك العشاء شيئًا بالنسبة لهم. لذلك تحوَّل المُضيف إلى أولئك الذين سيقدّرون جوده. لقد أراد أن يمتلئ بيته، لذا قال للعبد أن يُلزم أولئك المنبوذين والمُحتقرين أن يأتوا دون ارتباك أو حيرة. حتى اليوم يوجد أُناس مشغولين جدًا بانهماكات الحياة حتى أنهم لا يعيروا الدعوة للرجوع إلى الله أي اهتمام. ولديهم أعذارهم في متناول يدهم. لكن الله لا يريد أي شخص يكون معه في مجد السماء (الذي يُعتبر العشاء صورة له) من الذين يحتقرونه. إن دعوته موجهة إلى أولئك الذين تحققوا أنهم خطاة مساكين أمام الله، ويشتاقون إلى شيء أفضل. ربما أصابهم الاضطراب في حياتهم بسبب ظروف لم يتوقعوها، وهم لا يجدون طريقهم بمفردهم. كما أنهم غير قادرين أن يخلِّصوا أنفسهم. إن أي شخص يأتي إلى الله بجُرمه وخطاياه، ويعترف بها أمامه، يستطيع أن يشترك في العشاء العظيم لمجد الله. لماذا لا تبادر أيها القارئ العزيز بتلبية هذه الدعوة الثمينة الموجهة من الله إليك أنت شخصيًا كيفما كانت حالتك؟ إن الله يريد أن يسعدك بكل ما أعده من بركات ونعم وفيرة لكل مَنْ يلبي دعوته المجانية.