أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2011
أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

(مز119: 162)
بينما كانت “ميلاني ستيفن” - وهي ممرضة تبلغ من العمر 29 عامًا تسير في أحد شوارع لوس أنجلوس، عثرت بجوار أحد صناديق القمامة على تشيلو قديم فالتقطته وهي تفكر في نفسها: “ربما استطاع صديقي النجار أن يُصلحه أو يصنع منه رفًا لاسطوانات الحاسوب الخاصة بي”.  وهكذا حمت التشيلو من الدمار.
وفيما بعد سمعت “ميلاني” خبرًا في التلفاز لفت انتباهها: “سرقة تشيلو عتيق عمره 320 سنة ذات ليلة من مكان (قريب من مكان عثورها عليه) قبل أيام قليلة”.  وعندئذٍ أدركت أنها آلة ثمينة للغاية، وقد علمت فيما بعد أنه من صنع الأستاذ الإيطالي الشهير “أنطونيو ستراديفوريوس”، وأن ثمنه نحو 2 مليون دولار.  ورغم أن التشيلو كان به شرخ وبعض الخدوش إلا أنها لم تكن تؤثر على الصوت الصادر عنه.  ولك أن تتخيل مدى سعادة مالك التشيلو عندما اتصلت به “ميلاني” لتخبره نبأ عثورها عليه.
وفي وسع أي إنسان أن يشتري كتابًا مقدسًا لقاء مبلغ ضئيل من المال ما دام ليس نسخة نادرة.  وفي كل بلدان العالم تقريبًا يمكن الحصول على نسخة من الكتاب المقدس مقابل مبلغ معقول.  ولعل ذلك يؤدي بالبعض إلى أن يبخسوا قيمته حقها الواجب باعتباره كلمة الله.  
ومزمور119 الذي اقتبسنا منه الآية التي في صدر المقال يتكون من 176 عددًا، في كل آية منها يُعبر كاتبه -  والذي يبدو أنه إنسان ذو نصيب وافر من اختبارات الحياة – عن غلاوة كلمة الله على قلبه.  وحتى لو كان الكثيرون لا يُقدّرون هذا الكنز، فإن مَنْ يطلب رسالة الله لذاته، والتي تشخص حالته بتدقيق، فسيجد في هذا الكتاب “الكنز العظيم” الذي لا يفنى.

.