أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد أبريل السنة 2005
ثيابه..صليبه
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

وفيما هم خارجون وجدوا إنسانًا قيروانيًا اسمه سمعان، فسخرّوه ليحمل صليبه ... ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مُقترعين عليها» (مت27: 32،35). «أما يسوع ... إذ كان قد أحبَّ خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى» (يو13: 1).

  بينما كان الرب يسوع المسيح يعيش في هذا العالم، لم يكن ليمتلك من هذه الأرض إلا هذه الأشياء الثلاثة: ثيابه، صليبه، خاصته.

 أولاً: ثيابه: لم يمتلك الرب يسوع في هذه الأرض إلا أقل القليل. فلم يمتلك مثلاً مكانًا فيه يُسند رأسه (مت8: 20). ولقد كان عليه مرة أن يستعير وسيلة مواصلات مُمثلة في أتان وجحش ابن أتان (مت21: 1و2). وفي نهاية المطاف لم يكن له إلا ثيابه التي يحملها. فذاك الذي شغل أرفع مكان في السماء (إش6: 1؛ يو12: 41) «من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو8: 9).

 ثانيًا: صليبه: الصليب، يا له من أمر مُشين! ولقد كان الصليب عدلاً من نصيبنا نحن بسبب خطيتنا، ولكن ها هو يُدعى ”صليبه“. لقد أظهر الرب يسوع محبة إلهية غير محدودة عندما قَبِل أن يُدعى ”صليبه“. لم يكن هناك افتقار أكثر من أن يُعلّق الرب هناك على الصليب، متروكًا من الله، محتملاً الدينونة من أجل خطايانا (1بط2: 24) لأنه كان «عاملاً الصُلح (السلام) بدم صليبه» (كو1: 20)، ومن ثم فإن كل من يترك خطاياه ويقبل عمله بالإيمان، يتمتع «بسلام مع الله» (رو5: 1) ويصبح من ”خاصته“.

 ثالثًا: خاصته: وهنا نجد نصيبًا للرب يجد فيه مسرته. لقد كانت رغبة قلبه أن يحيط به شعب خاص ويكون معه طوال الأبدية. ولقد كانت محبته لخاصته (أولئك الذين يقبلونه كمخلصهم بالإيمان) هي التي قادته إلى الصليب. لقد جعل الصليب «صليبه» لكي يأتي بالخطاة نظيرنا ليصبحوا «خاصته». ويا له من أمر رائع ومجيد!

د.ج.أوبرج