أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2012
بيت الله وبيت المؤمن
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
لأَنَّكَ يَا إِلَهِي قَدْ أَعْلَنْتَ لِعَبْدِكَ أَنَّكَ تَبْنِي لَهُ بَيْتًا، لِذَلِكَ وَجَدَ عَبْدُكَ أَنْ يُصَلِّيَ أَمَامَكَ» (1أخ17: 25)
قصد الله أن يصنع لنا بيوتًا وهو يريد أن تكون مطابقة لبيته، ودعونا نستعرض 4 أمور يطلبها الله في بيته، سواء كمسكن على الأرض في العهد القديم، أو ككيان روحي هو الكنيسة.  وهكذا يُسرّ الله أن يرى هذه الأمور في بيوتنا:

أولاً: القداسة

يقول المرنم: «بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» (مز93: 5)، وعن الكنيسة يقول الرسول: «أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ» (أف5: 25، 26).
وكما أن الله دعانا واختارنا في المسيح لنكون قدِّيسين (أف1: 4)، فهو يُريدنا أن نعيش قدِّيسين عمليًا «بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ.  لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ» (1بط1: 15، 16)، وأيضًا «فَإِذْ لَنَا هَذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» (2كو7: 1).
وأما عن بيت المؤمن فيقول: «لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ» (عب13: 4)، وأيضًا: «لأَنَّ هَذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ ... أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ ... لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ.  إِذًا مَنْ يَرْذُلُ لاَ يَرْذُلُ إِنْسَانًا، بَلِ اللهَ الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا رُوحَهُ الْقُدُّوسَ» (1تس4: 3-8).

ثانيًا: الصلاة

مكتوب «لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ» (إش56: 7)، وقد اقتبسها الرب يسوع في متى21: 13.  وكان ما يُميز الكنيسة منذ تكوينها على الأرض هو الصلاة «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ» (أع2: 42)، «وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ (بطرس)» (أع12: 5).
وعن بيت المؤمن يقول يشوع: «وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» (يش24: 15)، ونقرأ عن أكيلا وبريسكلا والكنيسة التي في بيتهما، وكذا عن بيت فليمون وأنيسيفورس وغايس.

ثالثًا: الترتيب والنظام

كما كان في بيت الله قديمًا نظام وترتيب في التصميم والمحتويات وممارسة الكهنوت ... إلخ. هكذا في الكنيسة «وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ» (1كو14: 40).  
وفي بيت المؤمن يجب أن يكون هناك ترتيب إلهي؛ فالرجل هو رأس المرأة، ويجب أن يحب امرأته كما أحب المسيح الكنيسة.  والمرأة هي الجسد فتخضع لرأسها كما تخضع الكنيسة للمسيح.  وغير ذلك هو الفوضى والتشويش.

رابعًا: الشهادة

كان بيت الله في القديم هو شهادة الله على الأرض، وكانت الخيمة تُسمى “خيمة الشهادة” (عد9: 15؛ أع7: 44)، وهكذا الكنيسة؛ «كَنِيسَةُ اللهِ الْحَيِّ، عَمُودُ الْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ» (1تي3: 15).  
وبيت المؤمن ينبغي أن يكون شهادة مسموعة «صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ» (مز118: 15)، ومنظورة «كَانَ لَهُمْ نُورٌ فِي مَسَاكِنِهِمْ» (خر10: 23).

وهيب ناشد

 


وهيب ناشد