أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2018
الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (١كو١٥: ٢٨)

يستعرض أمامنا هذا الأصحاح (١كو١٥)، حقيقة ناسوت الرب يسوع المسيح؛ الإنسان الذي حمل خطايانا في جسده على الخشبة، الذي مات ودُفن وقام في اليوم الثالث، وهو الآن في ناسوت حقيقي يجلس مُمجَّدًا عن يمين الله. هذا هو الإنسان الذي له الحق في أن يُخضع كل شيء لله مُجدّدًا.

بإنسان دخل الموت. فآدم بخطيته أخضع كل الخليقة للْبُطْلِ؛ الخليقة التي كان رأسًا لها. وكان الموت هو النتيجة المأساوية. ولم يكن آدم ليستطيع أن يفعل شيئًا ليردّ هذا الشر، وأُغلِق على كل الخليقة في عجزها عن القيام بهذا المهمة المستحيلة.

ولكن الرب يسوع – ابن الإنسان – جاء طوعًا في نعمة فائقة، مولودًا من عذراء، إنسانًا حقيقيًا له روح ونفس وجسد، وقدَّم نفسه ذبيحة عن الخطية، وانتصر نصرة باهرة على قوى الخطية والموت والشيطان، إذ قام من بين الأموات، ولذلك رَفَّعَهُ الله ومَجَّده عن يمينه، مانحًا إياه اسمًا فوق كل اسم، ووضع كل شيء تحت قدميه. وهذا الأمر نُدركه نحن المؤمنون الآن، ولكن قريبًا ستراه كل الخليقة، وإذ كل شيء مُخضَّعٌ له. وبعد قليل جدًا سيأتي ليخطف المؤمنين إلى بيتهم في السماء. ثم بعيد انتهاء فترة الضيقة، سيملك على العالم كله، ويحكم لمدة ألف سنة، مُخضعًا كل شيء في السماء وعلى الأرض تحت قدميه. ثم يأتي العرش العظيم الأبيض مُعلنًا النصرة النهائية لابن الإنسان. وحينئذٍ – وبعد أن أخضع كل شيء تحت قدميه – فإنه، كإنسان، سوف يُسلّم المُلك لله، ويخضع له، لكي يكون الله هو الكل في الكل. يا لها من نهاية مجيدة!


ل.م. جرانت