أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2015
غير موجود في أي مكان، أم أنه هنا الآن
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: لَيْسَ إِلَهٌ» (مز١٤: ١)

كان محامٍ غير مؤمن بالله قد وضع لوحة بمكتبه تقول: “الله غير موجود في أي مكان”. وفي أحد الأيام كانت ابنته تنتظره، فأخذت تُكرر كتابة هذه العبارة على قطعة مِن الورق، وبدون قصد باعدت بين الأحرف بطريقة جعلت المعنى يختلف تمامًا؛ فقد وضعت مسافة بين حرفي w وhفبدلاً من Nowhere التي تعني: ليس في أي مكان، كتبت Now here التي تعني: “هنا الآن”. وهكذا كتبت: “الله هنا الآن”.

تُشير هذه القصة إلى ما يحدث في الحياة. فغير المؤمنين يقولون بأن العالم أتى نتاجًا لعملية طويلة من التطور، وهم لا يرون أي دليل على يد الله القديرة في الطبيعة، بالرغم من وجود الأدلة حولهم في كل مكان. هؤلاء  مع الأسف  يستنتجون بجهل عدم وجود إله. أما المسيحيون فيرون الجمال والتصميم الرائع في نفس تلك الخليقة، ويخلصون إلى أن الله في كل مكان، وهكذا نُردد مع كاتب المزمور: «اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» (مز١٩: ١).

إن الحروف المكتوبة على اللوحة التي عُلّقت في مكتب المحامي، يُمكنك قراءتها بطريقتين تُعطيان معنيين مُختلفين، لكن معنى واحدًا هو الصحيح. ينظر الكثيرون إلى عمل الله القدير في الكون ويظنون بأنه “صدفة طبيعية”، بينما يُعلن آخرون بأنه عمل خالق حكيم. والكتاب المقدس يُعطينا التفسير الصحيح. فالذين يرون الله هنا الآن، عرفوا في الواقع كيف تُقرأ اللافتة.