أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2018
مَا فِي قَلبِكَ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وَتَتَذَكَّرُ كُل الطَّرِيقِ التِي فِيهَا سَارَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ سَنَةً فِي القَفْرِ، لِكَيْ يُذِلَّكَ وَيُجَرِّبَكَ لِيَعْرِفَ مَا فِي قَلبِكَ: أَتَحْفَظُ وَصَايَاهُ أَمْ لا؟»
(تث٨: ٢).

على أرض الواقع يريد الله أن تكون قلوبنا متوافقة مع قلبه، في حياتنا اليومية. كأني بالله يقول: “قلبك وقلبي يريدان أن يتحادثا قليلاً معًا. إنني مزمع أن أريك ما في قلبك وأُظهر لك أنني أعرفه”.

لقد أحضرنا الله لنفسه، فهل تظن أننا لو لم نستحضر أمامه قلوبنا ونكشفها لحضرته، فهل يكون الأمر على ما يرام بينك وبينه؟ هل تظن أن الأب يحب أن يكون قلب ابنه، روحًا ونفسًا وفكرًا، موافقًا لفكره؟ إن الله يُجيزنا في البرية ليُعلّمنا هذا الدرس.

يحدث كثيرًا أن ترى مؤمنًا على فراش الموت وهو لا يعرف أين هو، لأنه ليس معتادًا أن يُكاشف الله بما في قلبه يومًا فيومًا «لِذَلِكَ أَنَا أَيْضاً أُدَرِّبُ نَفْسِي لِيَكُونَ لِي دَائِمًا ضَمِيرٌ بِلاَ عَثْرَةٍ مِنْ نَحْوِ اللهِ وَالنَّاسِ» (أع٢٤: ١٦). اختبر بولس أن يكون قلبه موافقًا لقلب الله في كل شيء. كذلك كان قلب المسيح من نحو الله. لقد استطاع أن يقول دائمًا «لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ» (يو٨: ٢٩). لقد سار أخنوخ مع الله، وشُهد له أنه أرضى الله. لقد كان يسير في حضرة الله، ومن ثم أدخل السرور إلى قلبه تعالى. إنك لا يُمكنك أن تسير مع الله دون أن تكاشفه بكل شيء. فإذا كان ثمة ملامة على الضمير، فلن تكون سعيدًا. كل خطوة نخطوها قدمًا نراه بصورة أفضل، ويصير النور أوضح، ونكتشف أمورًا تستحق الإدانة تنطوي عليها صدورنا، ولم نكن ندري حتى اللحظة أنها ينبغي أن تُدان، حسبما يتكشف لنا من مجد الله.

هل قلوبكم في توافق مع قلب الله؟ بفرض أنها ليست كذلك، فما هو تأثير محضر الله عليك؟ إنه ينبغي أن يُحضر الضمير ويعده للعمل لكي يستحضرنا - تبارك اسمه - للشركة معه.

داربي