أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2012
الإتجاه الصحيح - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
 2298/1974«اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللـَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ» (إش45: 22)
كاد الشاطئ أن يخلو من رواده، وكان الجو ضبابيًا وباردًا.  ومع ذلك سبحتُ المسافة التي اعتدتُ عليها يوميًا في مياه البحر، وهي مئتا متر تقريبًا.  وعندما هممت بالدوران والعودة، لاحظت امرأة تسبح على مقربة مني، ويبدو أنها ضلت اتجاهها، ولم تكن متأكدة أي ناحية تسبح، ومع ذلك طفقت تسبح.  فسألتها إن كان كل شيء على ما يرام.  فأجابت: إنها متعبة جدًا.  فنصحتها: إذن استديري واسلكي هذا الاتجاه.  فردت: كلا! هذا هو الاتجاه الصحيح.  فأكدت لها أنها في الاتجاه الخطإ.  ولكنها أصرت على موقفها، ومن ثم ابتعدت عن الشاطئ.  فألححت في الرجاء لعلها تصدقني، ووعدتها أن أظل على مقربة منها إذا هي استدارت وعادت.
وأخيرًا انصاعت إلى رأيي، وسبحت في الاتجاه الصحيح.  وما أن لاح الشاطئ حتى تنفست المرأة الصعداء.
بذلت المرأة كل ما بوسعها قبل أن ترجع إلى الاتجاه الصحيح، ولكن كل ما جنته كان الإمعان في السباحة في الاتجاه الخطإ.  
وأي اتجاه ينبغي أن نسلك بخصوص خلاصنا الأبدي.  عندما يتعلَّق الأمر بخلاصنا الأبدي نحتاج أن نتيقن من الاتجاه الصحيح إيقانًا مطلقًا.  فالاستعداد والجدية، وأقصى مجهود قد نبذله ليست كافية.  نحتاج أن نوقن من الاتجاه الصحيح.  وإله الكتاب المقدس ينصحنا: «اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا».  هل ثمة علامة أوضح من هذه للدلالة على الاتجاه الصحيح.  والرب يسوع المسيح، ابن الله، المُخلِّص والمُعين، هو الذي يحضنا أن نستودع حياتنا بين يديه، وهو لجدير حقًا بالثقة.  لقد اتضع ومات على الصليب لأنه يحبنا.
كاتب غير معروف