أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2016
الْفِضَّةُ تُحَصِّلُ الْكُلَّ! - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«لِلضِّحْكِ يَعْمَلُونَ وَلِيمَةً، وَالْخَمْرُ تُفَرِّحُ الْعَيْشَ. أَمَّا الْفِضَّةُ فَتُحَصِّلُ الْكُلَّ» (جا١٠: ١٩)

”المال يوفر لك كل شيء“... هذا المَثل الشائع يبدو كأنه وليد العصر الحديث. غير أن النص أعلاه – وهو يحمل المعنى نفسه – هو النتيجة التي وصل إليها سليمان الملك، وسجلها منذ حوالي ثلاثة آلاف عام، ثم جاء دستويفسكي (١٨٢١-١٨٨١م) ليُعبّر عن المعنى ذاته بقوله: “إن المال يمنح الحرية”. ولعل هذه الأقوال وما شابهها تبدو وكأنها تُبرر الوقت والجهد اللذين يبذلهما البعض في تحصيل النقود.

ولكن المدهش حقًا أن الملك سليمان لم يسلك وفقًا لهذا المبدأ. ففي حداثته منحه الله فرصة ليطلب ما يشاء، فلم يطلب ثروة، بل حكمة. ومن المعروف أن طلبته استُجيبت على أفضل وجه، حتى أن حكمة سليمان صارت مضرب الأمثال. فما الذي دفع سليمان إلى طلب الحكمة لا الفضة؟

لعله قرأ في المزامير: «لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ، إِذَا زَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. لأَنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّهُ لاَ يَأْخُذُ. لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ» (مز٤٩: ١٦، ١٧). ولعلنا نتذكر المَثل الشائع: ”إن الكفن ليس له جيوب“. فلا الثراء ولا المهارة في تحصيل الأموال، لتستطيع أن تُحصننا ضد الموت. لذلك نحن نصل إلى نتيجة مؤداها أن هذه الكلمات “الْفِضَّةُ تُحَصِّلُ الْكُلَّ” لا تنطبق إلا على حياتنا الأرضية فقط.

ثم إن ثمة فكر آخر خطير، وهو أن الأموال تمنحنا مزية لدى الله! إنه من المضحك حقًا أن يظن البعض أن بإمكانهم رشوة الله. يقول صفنيا النبي عن الخطاة: «لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ» (صف١: ١٨). إن طريق الفداء واحد: «لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ ... دَمِ الْمَسِيحِ» (١بط١: ١٨، ١٩).


كاتب غير معروف