أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2018
من خلف النافذة - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

روى أحد خدام الرب هذه القصة:

كنت وأنا في الثامنة من عمري، ألهو مرة في المنزل، ودخلت إلينا إحدى الجارات، وتكلَّمت مع أمي في مشكلة خاصة بابنها. كنت أنا بجوار النافذة، ولكني عرفت كل شيء لأني سمعت كل شيء. ولما انصرفت جارتنا قالت أمي: “إذا كانت فلانة جارتنا قد تركت عندنا كيس نقودها، فهل نعطيه لشخص آخر غيرها؟!” فقلت: “طبعًا لا”. فقالت: “إنك سمعت قصتها عن ابنها، وهذه القصة أغلى من كيس نقودها، وقد تركتها عندنا اليوم لكنها ما زالت ملكها، ولا ينبغي أن يأخذها أحد، فهل تفهم ما أقول؟”

نعم فهمت، ومن يومها فهمت أن سرًّا اؤتمنت عليه لا ينبغي أن أبوح به لأي شخص، لأنه ليس من حقي أن أبوح به ولو تلميحًا.

وقال واحد من القديسين:

“إنني في كل صباح أطلب إلى الرب أن يمنحني ألا أتكلم في مواجهة أي إنسان عن محاسنه وفضائله ومواهبه، وألا أتكلم في غيبته عن أخطائه ونقائصه”. ويا لها من طلبة جليلة! ويا له من خُلق نبيل! لكن للأسف، ما أقل ما نتصرف هكذا. بل لعلنا نعكس الترتيب في أغلب الأحيان، فنمدح ونُطري الناس في وجوههم، ونغتابهم ونشوِّههم ونطعنهم من الخلف في ظهورهم ... ليت الرب يرحمنا من هذا الشر.