أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مايو السنة 2019
وأشرق النور على سُوخَار
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

في مشهد قد فرَّح السماء

وأدهش الملائكة ... وكل جند في العلاء

إذ يُشرِقُ النورُ على سُوخَار ...
ويأتي رب النعمة في ذلك النهار

هناك في سُوخَار

مدينة في السامرة ... فيها نفوس حائرة

إليها الرب سار

قد تعب من سفر ... طال به المشوار

وجلس ليستريح ... على إحدى الآبار

وأرسل الاثني عشر

ليشتروا طعامًا ... في وضح النهار

*****

وهنا جاءت امرأة ... تحمل معها جرة

تأتي في كل يوم ... لم تتأخر مرة

البئر هي البئر ... والجرة هي الجرة

ولم تكن لتدري

ما سوف يجري معها ... أبدًا في تلك المرة

ولم تكن لتدري

أن السماء ترقبها ... تُلاحظ خطواتها

وأن ساكن السماء

هناك في انتظارها ... هناك عند البئر

يعرفها ومَنْ هي ... ويعرف أسرارها

يطلب بعض الماء

لكنه في واقع الأمر ... لأجلها قد جاء

جاء لكي يُعطيها ... جاء لكي يشفيها

جاء لكي يرويها

مِنْ عطش شديد ... قد أفسد حياتها

ولوَّث سمعتها

زوجٌ من بعد زوج ... أربعةٌ بل خمسةٌ

ما أشبعوا ظمأها ... لم يرتوِ كيانُها

والآن معها سادسٌ ...

في البيت في انتظارها

*****

وجاء ذلك الغريب ليكشف أسرارها

ويعرف مرارها ... وبدت أمامه عارية

لكنه قد جاء ... قد جاء كي يسترها

قالت له في دهشة ... أرى فيك نبيًا

لكننا جميعنا ... ننتظر المسيا

أجابها: أنا هو

وجهًا لوجه معكِ ...
مَنْ قد أتى لأجلكِ

*****

وسألت عن السجود

هل هو في جِرِّزِيم؟ ...
أم في جبل الْمُرِيَّا؟

أجاب: صدقيني ... لا هنا ولا هناك

تساءلت في لهفةٍ

فأين سيكون؟ ... أخبرني ما عساك؟

أجاب صدقيني ... إن الإله آب

لا يطلب سجودًا ... يطلب ساجدين

لا يطلب عبيدًا ... يأتوه خائفين

بل يطلب أبناء ... بدالة البنين

يقتربون منه ... بالحب ساجدين

بحبه يجذبهم ... في حضنه يضمهم

بروحه يملئُهم ... وحقه حررهم

مَن بعدها عن حقه ...
قد صاروا شاهدين

وبعدها للناس ... صاروا مُبشّرين

*****

وعند ذا في الحال ... مِن دونما تكليف

من دون أمر منه

قد ارتوت وشبعت ... فتركت جرتها

ومضت بكل الحب ... تطرق كل باب

هلموا ذوقوا وانظروا ...
أسرعوا يا أحباب

قد جاء مشتهى الأمم

هيا تعالوا هيا ... قد جاءنا المَسِيَّا

لقد رواني حبًا ... وكأسي صارت ريّا

*****

وخرج أهل المدينة ... لينظروا ما كان

وفُتحِت قلوبهم ... وفَتحوا ديارهم

وشهدوا بدورهم

أن قد رأت عيونهم ...
مُشتهى كل الأمم

يوم مجيد حقًا ... يبدأ عند البئر

لكنما الرواية لم تنته

وإنما قد بدأت

ما زال نهر النعمة يفيض

حتى يأتي ظافرًا ... مُشتهى كل الأمم

له تسجد الشعوب ...
به تفرح القلوب

به تطوى الصفحات ...
به تنتهي الآهات

يومٌ يملأ مجده ... أرضنا والسماوات

فخري وهبة

فخري وهبه