وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا» (عب١٠: ١٥)
كثيرون من المؤمنين في حيرة وارتباك بشأن تعليم الكتاب المقدس بخصوص شهادة الروح القدس. إنهم يفتكرون أنها اختبار عاطفي أو مشاعر سارة، أو حالة ذهول ذهني أو رؤيا من نوع ما، من شأنها أن تمنحهم معرفة بشأن قبولهم لدى الله، الأمر الذي لا تمنحه إلا كلمة الله. وبينما يمكن أن تنشأ الاختبارات الباطنية من الشهادة إلا أنه لا شيء منها، ولا كلها مجتمعة، تشكِّل الشهادة.
منذ عدة سنوات خلت تقابلت مع امرأة عابسة مقطبة الأسارير وحزينة. وعندما سألتها أفادت بأن أحدهم أقنعها بأنها إذا لم تقبل “شهادة الروح” لنفسها فلن تخلص. ورغم أنها صلّت بحرارة من أجل “الشهادة” إلا أنها لم تحصل عليها. حينئذٍ أخبرتها بأن لديَّ شهادة لا يمكن أن تُخطىء؛ شهادة أفضل من اختبار قد يكون مصدره الله أو الشيطان – عندي كلمة الله! ومن ثم انطلقت فرحة.
والرسالة إلى العبرانيين تثبت تفوق المسيح على الملائكة، وعلى الأنبياء، وعلى قادة العهد القديم، وتوضح سمو طابع عهد النعمة، فالذبائح الكثيرة التي نُحرت في العهد القديم لم تكن قادرة على أن تُبرّر، ولكن على الصليب أتم الرب يسوع التبرير لكل من يؤمن به؛ الكل على قدم المساواة مُبرَّرون بنعمة الله «بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رو٣: ٢٤)، «فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً» (عب١٠: ١٠). الروح القدس يشهد لنا «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ» (عب١٠: ١٧؛ انظر أيضًا إر٣١: ٣٣، ٣٤).
نعم لست بحاجة لأن تصلي طالبًا الشهادة. هاهي موجودة في كلمته، كل ما عليك هو أن تؤمن! هل تؤمن؟!