أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2006
الخ المحبوب رسمى عبده
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته» ( لو 23:1)

عز على الإخوة في طول البلاد وعرضها الخبر المفاجئ بانتقال خادم الرب الأمين الأخ الحبيب رسمي عبده. فبعد أن أنهى الأخ الفاضل زيارته لاجتماع العريش يوم الرب الموافق 12 فبراير، وصل إلى اجتماع الإخوة في إمبابة ليقضي معهم بضعة أيام، ولكن شاءت حكمة الرب أن يضمه وهو في الاستراحة قبيل اجتماع يوم الاثنين الموافق 13 فبراير 2006.

 وكان لهذا الخبر الأليم والمفاجئ أثره الكبير في نفوس الإخوة جميعًا. فالأخ رسمي أخ محبوب من كل من يعرفه، ولهذا فقد توافد إلى اجتماع الإخوة في ”عاصم“، عدد كبير من الإخوة من الجهات المجاورة ومعظم خدام الرب، ليقوموا بواجب الوداع الأخير على الأرض لأخ حبيب وفاضل. وبعد كلمات التعزية التي قيلت في الاجتماع، حمل الجسد رجال أتقياء في موكب مهيب من بلدته وحتى مدافن العائلة بقرية إدمو. وودعوه بالترنيمات على رجاء اللقاء القريب. لقد انتهت خدمة الأخ، وأكمل سعيه، وبقي له الراحة والعزاء مع المسيح الآن، والمدح والنعما من فمه أمام كرسيه عن قريب.

 ولد الأخ الحبيب في 6 يناير عام 1942 بعزبة عاصم، مركز المنيا. وتعرف على الرب في شبابه الباكر، ومارس الشركة مع الإخوة في اجتماعه المحلي في ”عاصم“ من عام 1958. ونظرًا لما كان يتميز به الأخ من غيرة في عمل الرب، ومشغولية بزيارة المناطق المجاورة والقريبة لسكنه، فقد استراح الإخوة في اجتماعهم التدبيري العام المنعقد بمدينة المنيا في ديسمبر 1976 على تفرغ الأخ الحبيب للخدمة التجوالية بين كنائس الإخوة.

 وعلى مدى قرابة ثلاثين عاما تميزت خدمة الأخ الراحل بالبساطة والقوة. لم يكن كثير الكلام ولكنه كان ينطبق عليه بحق ما قيل عن أحد أبطال داود إنه ”كثير الأفعال“. كان لا يكل من زيارات القديسين، ويحتمل في ذلك مشقاتها، ولا سيما أن معظم زياراته كانت في القرى. لكنه ما كان يحتسب لشيء ولم تكن نفسه ثمينة عنده، حتى يتمم بفرح سعيه والخدمة التي قبلها من الرب يسوع (أع20: 24). ولقد أكرمه الرب بأن ضمه إليه وتراب الخدمة على رجليه، الأمر الذي يشتاق إليه كل خادم أمين.

 كان الأخ الحبيب رسمي يحب الوجود بين الإخوة ويحب خدمتهم، وكان الإخوة أيضًا يحبونه لبساطته وتقواه. كان حلو المعشر، عفيف اللسان. ما سمعناه قط يُجرِّح في أحد. وكان شعاره ”المحبة لا تُقبِّح“. كان كلامه دائمًا بنعمة مصلحًا بملح. وكثيرًا ما أعطاه الرب حكمة لحل المشاكل التي قد تنشأ بين القديسين. وفي المجامع العامة كان يتأخر في الوقوف، تواضعًا منه، ولكنه عندما كان يتكلم كانت كلماته كأقوال الله، وبقوة يمنحها له الله، فكان يؤثر في قلوب السامعين.

 ونظرا لتواضع الراحل العزيز، فقد كان يلذ له أن يأخذ المكان الأخير متمثلاً بسيده. ولهذا فلا غرابة أن تكون خدمة الأخ الحبيب الأخيرة في اجتماع الإخوة بالعريش من فيلبي 2 «فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع، الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس. وإذ جد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه، وأطاع حتى الموت، موت الصليب»

 لقد أكرم الراحل العزيز الرب فأكرمه الرب. قال الرب: «حاشا لي، فإني أكرم الذين يكرمونني». ونحن إن كنا خسرنا أخًا حلوًا وخادمًا تاعبًا ونافعًا للقطيع، فإنه لا يسعنا في هذا الظرف سوى التحول إلى أبي الرأفة وإله كل تعزية أن يعزي الزوجة والأنجال والأشقاء وكل محبيه، كما نتحول إلى رب الحصاد ضارعين إليه أن يرسل فعلة لحصاده، راجين أن يكون اللقاء قريبًا. «آمين تعال أيها الرب يسوع».