أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد مارس السنة 2017
ارخ قبضتك
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟»

(٢بط٣: ١١)

سافر مؤمن أميركي إلى بولندا لزيارة واحدٍ من خدام الرب الموقَّرين كان مشهورًا بحكمته. ولاحظ الزائر أن غُرفة الرجل لا تحتوي إلا على طاولة وكرسيّ وبعض الكتب. وإذ استغرب ذلك، سأله ذلك الخادم الفاضل: “أين أثاثُك؟”

فاعترض الأمريكيُّ قائلاً: “تسألُني عن أثاثي؟ ما أنا إلا سائحٌ زائرٌ عابرٌ!”

وإذ ذاك قال الخادم: “وأنا كذلك!”

بل نحن جميعًا كذلك!

ولما كان صحيحًا أننا في هذا العالم مجرَّدُ سُيّاحٍ وزوَّار عابرين، فينبغي لنا أن نتعلَّم إرخاء قبضتنا عن ممتلكاتنا الأرضيَّة. ومن شأن كلام الرب يسوع الصريح التالي أن يكون مُعينًا لنا: «مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ» (لو١٢: ١٥).

فبدلاً من التهافت على اقتناء الأمور الأرضيَّة والتمسُّك بها، يليق بنا أن نُطيع هذه الكلمات التي قالها مخلّصنا المبارك بفمه الكريم:

«لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأ،ُ وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزاً فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا» (مت٦: ١٩-٢١).

شريكي في الخدمة: تمسَّك جيِّدًا بما هو أبديّ، وأرخِ قبضتك عمَّا هو وقتيّ. وإن كنت معنيًّا أكثر من اللازم بمنزلٍ أو سيارة أو ثياب أو حسابٍ مصرفي، فاطلب إلى الله أن يُعينك حتى تتعلَّم معنى خزن الكنوز في العالم الآتي.