أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2016
يَوْمُ الرَّبِّ
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» (٢بط٣: ١٠)

«ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا» (رؤ٢١: ١)

نقرأ في تكوين١: ١ «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ». والعلم أيضًا يقول أن ثمة بداية للسماوات والأرض. ولكن ماذا عن المستقبل؟ هل معنى كونها خُلِّقت أنها ستدوم إلى الأبد؟ يضع العلم عدة احتمالات بشأن مستقبل السماوات والأرض، ولكن كلها تُجمع بأن السَّماوات والأرض ستزول. على أن المؤمنين ليسوا بحاجة أن يُخبرهم العلم بذلك. أَوَ ليس كذلك؟!

أحد الاحتمالات التي يصفها العلم وقد تهمنا معشر المؤمنين: أن الشمس ستتمدد وتتمدد إلى أن تبتلع الأرض، ومِن ثم فإن حرارتها الفائقة ستُدمِّر العناصر المُكوِّنة للأرض. وهنا يمكن القول أن السَّماوات الجديدة والأرض الجديدة ربما تكون كوكبًا آخر في مكان ما من هذا الكون.

ثم هناك احتمال آخر ربما يهمنا، ألا وهو أن الكون دائم التمدُّد وسيكفّ عن تمدّده وينكمش إلى أن يُختَّزل في نقطة، الأمر الذي ينتج عنه بالطبع تدميره. والكتاب يصمت عن تحديد كيفية أو توقيت زوال السماوات والأرض لماذا؟ لأن ذلك لا يدخل في نطاق اهتمام المؤمن!

ما هو المهم إذن؟ ما يهم المؤمن هو السؤال الذي يُثيره بطرس الرسول: «فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟» (٢بط٣: ١١). اعتدنا أن نقول أن الأرض ستزول، وأن المصنوعات التي فيها ستحترق وتفنى، وأنه ينبغي علينا أن نتصرف في ضوء هذه الحقيقة. بيد أن الله يُريدنا أن نُخطط بمقتضى أنه لا شيء يمت بصلة لهذا العالم، سيدوم، وأنه لن يبقى سوى ما ينتمي إلى العالم الآتي. هذا وحده الذي يحمل صفة الأبد. لو أننا آمنا بهذه الحقيقة، أَلا تتغير حياتنا لتُصبح أكثر قداسة وتقوى، ولنكون بالأحرى أهلاً للمكافأة؟

ا.ه.كروسبى