أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يوليو السنة 2011
أنا هو لا تخافوا
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
فَلَمَّا رَأَوْهُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ ظَنُّوهُ خَيَالاً، فَصَرَخُوا.  لأَنَّ الْجَمِيعَ رَأَوْهُ وَاضْطَرَبُوا.  فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُمْ وقَالَ لَهُمْ: ثِقُوا! أَنَا هُوَ.  لاَ تَخَافُوا» (مر6: 49، 50)

«أَنَا هُوَ.  لاَ تَخَافُوا» ... هلاَّ لاحظتم هذا التعبير «أَنَا هُوَ» - إنه الله؛ يسوع الحي، وهو يستطيع أن يطأ الأمواج! أحيانًا قد يبدو كما لو كانت الصدفة هي التي تُسيّر أمورنا.  ولكن ليس الأمر كذلك؛ فهو المُمسك بزمام الأمور دائمًا.

وكثيرًا ما يأتي إلينا، كما جاء إلى تلاميذه: في وقت الاضطراب؛ في «الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ»  (مر6: 48)، على غير انتظار من جانبنا.
عندما كان بولس في سفينة تتقاذفها العاصفة في لجج البحر، بلا أمل في النجاة، أعلن له ملاك الله رسالة تقول: «لاَ تَخَفْ يَا بُولُسُ» (أع27: 14-24).  إنه يبدو كما لو كان يقول: “أنا الذي هيَّجت العاصفة، وعندما تتم عملها فلسوف أُهدئها.  كل لجة تتمم غرضي، وكل تجربة تُكمل قصدي، وكلها لها هدف نبيل وغرض مُنعم ... وكلها ستنتهي”.
هل تعاني من مرض؟ إنه أنا الذي أرسلته.  هل تكابد ألم الظرف؟ إنه أنا الذي قضى بفراق حبيبك.  إنه أنا مُبطل الموت، جالس إلى جوارك لأهدئ من عواصف الحياة إلى أن أوصلك إلى بيتي، ومن ثم يحق لك أن تحمد وتُسبح الله من أجل كل عاصفة تعصف بك، فالله يتعامل مع كل واحد حسبما يناسبه.  فبالنسبة للبعض تسير سفينتهم في هدوء لا تضربها لجة واحدة، بينما لآخرين تصعد أمواج البحر بهم إلى ذرى الجبال، ثم لا تلبث أن تخسف بهم إلى الأعماق، ولكن في كل الأحوال، أيا كان التلميذ، فله الوعد العظيم: «فَيَهْدِيهِمْ إِلَى الْمَرْفَإِ الَّذِي يُرِيدُونَهُ» (مز107: 30).
دع نفسك المُتعبَّة ترتاح على كلمة صاحب المزمور: «انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ» (مز130: 5).
ج. ر. ماكدوف
.