أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2011
المؤمن كشجرة فى أربع صور
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
 

«فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِِ الْمِيَاهِ، الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ، وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ» (مز1: 3).

هنا نرى المؤمن الذي يتغذى ويتمتع بكلمة الله، فيُسرّ ويلهج بها دائمًا، فتبقى حياته في نضارة روحية دائمة، فوجوده عند مجاري المياه يُظهر ويضمن الإثمار والتظليل على الآخرين، وينعكس هذا أيضًا في نجاحه في كل أمر يعمله.

(2)

«أَمَّا أَنَا فَمِثْلُ زَيْتُونَةٍ خَضْرَاءَ فِي بَيْتِ اللهِ. تَوَكَّلْتُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ» (مز52: 8).

المؤمن أيضًا مدعو للوجود الدائم في محضر الرب، فيعيش كأنّ الرب أمامه في كل حين، ويتمتع بوجوده معه في داخل الاجتماع وخارجه، وهو أمرٌ يمجّد الرب، ويُبقي المؤمن متّكلاً على رحمة الله بصورة مستمرة، فهو - تبارك اسمه - مَن يحفظ أولاده، ويعين ضعفاتهم للبقاء في هذه الحالة المقدّسة.

(3)

«زَيْتُونَةً خَضْرَاءَ ذَاتَ ثَمَرٍ جَمِيلِ الصُّورَةِ دَعَا الرَّبُّ اسْمَكِ» (إر11: 16).

ينظر الله إلى المؤمن متوقّعًا إثماره الدائم، بل وجمال ثمره، وهو انعكاس لعمل الله في القلب. هنا نتكلم عن الخدمة والشهادة للرب، فنوعية الثمر وحلاوة منظرهِ يُظهران قوة عمل الله في قلب المؤمن، فيتمجّد في حياته. لاحظ أن ثمر الروح هو حياة الله الفاعلة في القلب، فليس مِن أحدٍ قادر أن يُظهر محبةً أو فرحًا أو سلامًا من نفسه وبقوته الذاتيّة.

(4)

«تَمْتَدُّ خَرَاعِيبُهُ، وَيَكُونُ بَهَاؤُهُ كَالزَّيْتُونَةِ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَلُبْنَانَ» (هو14: 6).

المؤمن الثابت في الرب وجذوره العميقة مرتبطة بسيّده، تراه يمتد بأغصانه الصغيرة، وهي بهاء الشجرة الحاملة ثمارها والناشرة رائحتها. هنا نرى النمو من خلال الإمتداد في حياة الشهادة والكرازة، وتقديم شخص الله ومحبته للآخرين، وهي ناحية أخرى تُظهر الثمر المبارَك من الله.

تسري حياة الله في المؤمن فيشبَع ويُشْبِع، يتعمّق في معرفة الله وكلمته المقدّسة، ويتمتّع بمحضره الدائم في حياته، فيفيض قلبه ويُظهِر رائحة المسيح الذكيّة في حياته، فتكون شهادته عطرة، وحياته ورِعة، فيُظلّل الآخرين بخدمةٍ وحبٍّ، ويأتي بثمرٍ كثير يزيد الشكر لله.

يا رب املأ حياتنا بشخصك كيما نعيش لك ولمجدك، فليس غيرك مَن يستحقّ أن نحيا ونُثمِر بل ونموت لأجله، مجدًا لاسمك.

مكرم مشرقي

ماكينتوش