أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2019
رفعته ومجده
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْمًا وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ ... فَقَالَ لَهُمُ: اسْمَعُوا هَذَا الْحُلْمَ الَّذِي حَلُمْتُ. فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَمًا فِي الْحَقْلِ، وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَانْتَصَبَتْ، فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي ... ثُمَّ حَلُمَ أَيْضًا حُلْمًا آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْمًا أَيْضًا، وَإِذَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا سَاجِدَةٌ لِي» (تك ٣٧: ٥-٩).

إن الشخص الذي أحبَّه الآب، والذي هو موضوع مسرته؛ هو أيضًا المُعيَّن لأن يكون رأسًا فوق كل شيء. هذا الحق العظيم نراه مُصوَّرًا في حلمي يوسف اللذين يُريانا رفعته وسموه. إن حلمًا واحدًا كان يكفي لأن يُنبئنا عن أمجاد يوسف، ولكنه كان يبقى قاصرًا عن أن يكون ظلاً لأمجاد المسيح؛ لأن رئاسته لها جانبان. فهو سيكون مُتسلطًا على كل الأرض، كما نقرأ في أماكن كثيرة في الكتاب المقدس عن مجده الأرضي، وهذا ما نجده مُصورًا في حلم يوسف الأول، الذي فيه رأى حزمًا في الحقل، ورأى فيه أن حزمته قامت وانتصبت وأن حزم إخوته سجدت لحزمته. ولكن هذا الحلم يقصر عن أن يبيّن سلطان المسيح الشامل، ليس على الأرض فقط، بل على السماء والأرض معًا. فالآب، حسب مسرة مشيئته، قصد أن يجمع «كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ» (أف ١: ٩،١٠). وحلم يوسف الثاني يتكلم عن سلطان المسيح على ما في السماوات، ولذلك نجد أن أجرامًا سماوية، الشمس والقمر والنجوم، ساجدة ليوسف. فالحلمان معًا يُصوِّران لنا سلطان المسيح على كل شيء على الأرض وفي السماء ليشمل كل الخليقة.

هاملتون سميث