أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد أكتوبر السنة 2006
لا تضطرب قلوبكم
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة
* في وسط المخاوف والانزعاج، ووسط كل ما هو مُحير، نستمع لكلمات السيد المُشجعة والمعزية: «لا تضطرب قلوبكم». * حين يضعف القلب، وتهتز النفس، ويضيع الشعور بالأمان، ويتزعزع كل ما هو ثابت، نسمع القول المُطمئن: «لا تضطرب قلوبكم». * عندما يلقي الموت بظله على عزيز أو قريب أو صديق، وتنجرح النفس وتنطوي، ويلقي الحزن بثقله على القلب، نسمع القول المعزي لنا: «لا تضطرب قلوبكم». * حينما يزداد الاحتياج وتتلفت النفس فتجد الجدوبة في كل مكان وكل شيء، ويتخلى الصديق، ويسود الجفاء من بعد الوفاء، نسمع القول الرحيم: «لا تضطرب قلوبكم». * حين تعلو نغمات الكسرة والحسرة، والقلوب تتجاوب معها وتغدو محزونة، والنفوس لا تستطعم سوى النغم الحزين، نسمع نغمة الانتصار والبهجة في قول الرب: «لا تضطرب قلوبكم». * عندما تتقلقل الخطوات، ولا قوة على السير وترتعش الركب من عناء الطريق، والمشقة هي لغة النفس، نسمع القول المشجع من فم الرب: «لا تضطرب قلوبكم». * حينما تقصفنا رياح عاتية والعين تتحول عن غرضها ورجائها، وتبدأ الخطوات في طريق الإنزلاق، نستمع القول الحاني المُريح: «لا تضطرب قلوبكم». * حين يضاعف العدو مكايده، والسهام المُلتهبة الواحد منها يسبق الآخر صوبنا، وتضيق النفس ذرعًا، نسمع القول الحافظ لنا: «لا تضطرب قلوبكم». * حين تكثر التساؤلات وتزداد علامات الاستفهام في الحياة، وتصبح الألغاز سِمَة من سِمات معاملات الله معنا، لا نتحيَّر ولا نتغير بل نستمع القول الحلو العذب: «لا تضرب قلوبكم».
خالد فيلبس