أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد أبريل السنة 2006
تكفيك نعمتى ( للمتألمين )
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

«فقال لي: «تكفيك نعمتي، لأن قوَّتي في الضَّعف تُكْمَلُ». فبكلِّ سرور افتخر بالحريِّ في ضعفاتي، لكي تَحِلَّ عليَّ قُوَّةُ المسيح. لذلك أُسَرُّ بالضَّعفات والشّتائم والضَّرورات والاضطهادات والضِّيقات لأجل المسيح. لأنَّي حينما أنا ضعيفٌ فحينئذٍ أنا قويٌّ» (2 كو 12 :9و10).

إذا ما سمح الرب لنا باجتياز ضيقة أو تجربة، فأول ما يخطر ببالنا هو كيفية الخلاص منها. وبعض الناس يقولون إنه من ضعف الإيمان أن نظل في الضيق دون الخلاص منه. غير أن الرسول بولس لم يكن ضعيفًا في الإيمان. لقد أراد الخلاص من التجربة، وصلى إلى الرب ثلاث مراتٍ من أجل ذلك، ولكن كانت إجابة الرب الأكيدة أنه لن يرفع التجربة، ولكنه سيجزل له النعمة الكافية التي ستمكنه من احتمالها، لأن قوة الله تكمل في ضعف بولس... فهل أُصيب بولس بالإحباط إزاء هذه الإجابة؟ كلا على الإطلاق، لقد أراد بالأحرى أن يفتخر بكل سرور في ضعفاته لكي تحل عليه قوة المسيح.

 كتبت امرأة مؤمنة مؤخرًا تقول إن لديها إيمانًا قويًا يجزم بأنها لن تُصاب في حادث سيارة أبدًا. ولكن ماذا عن كثيرين من المؤمنين المكرسين الذين يتعرضون لمثل هذه الحوادث عينها؟... هل كانت هذه الأخت تخشى التعرض لحادثة خطيرة لكونها تظن أن الرب لن يكون قادرًا على إعانتها وإعالتها وتعضيدها إذا ما سمحت حكمته التي لا تُخطئ، أن يجيزها في مثل هذه التجربة؟!

 إن الإيمان الحقيقي لا يتوقع أن يُستثنى من تجارب يتعرض لها معشر البشر بل يستطيع أن يثق في الرب مهما كانت التجارب التي يراها الرب مناسبة لنا، فهو- له كل المجد – يسمح للبعض بأمراض مستعصية، وللبعض بمعاناة لأوقات طويلة، ولكن مهما كان ما يسمح به، فنعمته كافيةً تمامًا لتُمكن المؤمن من اجتيازه بثقة كاملة في نعمة الله الصافية.

 ولكن هل إيمان المؤمن يحفظه من أن تُقطع رأسه؟ لقد حدث هذا مع يوحنا المعمدان، فهل كان ذلك افتقارًا للإيمان؟ في الحقيقة كلا، بل لأنه في إيمان ثابت شهد بأمانة للرب... بولس أيضًا قُطعت رأسه ليس لضعف إيمانه، بل لأن إيمانه استمر يشهد للرب يسوع... لذلك فمهما كانت معاملات الرب معنا، لتكن لنا الثقة الوطيدة والإيمان الراسخ أننا سنواجه أي شيء قد يصيبنا في معيته.

ل.م. جرانت