أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2010
الباب والكوة فى فلك الله - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ ... اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا ...وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ (تك6: 13-16)مجازيًا أتكلم، لقد أمدَّنا الله أيضًا بالباب الذي من خلاله ندخل إلى فلك خلاصه: «فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: ... أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ» (يو10: 9)، وهو يدعونا لأن ننضم إليه هناك «ادْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى الْفُلْكِ» (تك7: 1)، لأنه لا يمكن لله أن يدعونا إلى حيث لا يكون معنا، ودعوته «ادْخُلْ» هي لكل مَنْ «وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ» (تك6: 8).

وطالما وُجدت في الفلك فأنت تحت حماية اللهتأمل في نظام الأمن لديه : «فَدَخَلَ نُوحٌ ... إِلَى الْفُلْكِ مِنْ وَجْهِ مِيَاهِ الطُّوفَانِ ... كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَأَغْلَقَ الرَّبُّ عَلَيْهِ» (تك7: 7-16).   وكنوح وعائلته، طالما نحن في رعاية الله فلا يمكن أن نسقط خارجًا، لأن الله أغلق الباب، وهو مُمسك بالمفتاح، وحينما نكون معه نبقى في أمن وأمان، محفوظين به وله.

ثمانية أشخاص فقط هم الذين حُفظوا من هلاك هذا الجيل الشرير الذي كان «كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ» (تك6: 5).   يقول بعض المفسرين إن الرقم ثمانية يرمز إلى البداية الجديدة وهكذا كان. فعندما بدأوا في تدبير أمور مساكنهم في الفلك للمخاطرة الآتية، لا بد أنه كان هذا وقت للثقة في الله، في انتظار بصبر لخليقة جديدة: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كو5: 17).

وقال الله أيضًا لنوح: «وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ» (تك6: 16). وبتثبيت الكوة عاليًا وجَّه الله نظر نوح إلى ما فوق، وكذلك ونحن في فلك خلاصنا الآن يريدنا الله أن ننظر إلى ما فوق؛ إلى «كُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف1: 3)، بدلاً من النظر إلى أسفل؛ إلى الموت والخراب الذي هو جزء لا يتجزأ من العالم من حولنا، فيقول لنا «اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ» (كو3: 2).

عزيزي القارئ: هل دخلت فلك الله من بابه؟ هل تستمتع بالنظر من الكوة؟

لاري أوندرجاك

لاري أوندرجاك