أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2024
الاختطاف والظهور
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

المعنى المُحدد لكلمة مجيء تأتي في ثلاث صور: مجيئه الأول بالاتضاع الذي كان لأجل خاصته (يو١: ١٠، ١١؛ عب١٠: ٧). ومجيئه للاختطاف لأجل كنيسته وقديسيه (يو١٤: ٢، ٣؛ ١تس٤: ١٥-١٨)، ثم مجيئه مع خاصته في الظهور (يه١٤).

ولا يجب أن نخلط بين الاختطاف وظهور المسيح، مع أن الرب سيأتي من السماء في كليهما، غير أنهما حادثتان متميزتان. 

فالاختطاف سيأتي فيه الرب لأجل قديسيه (يو١٤: ٢، ٣)، أما في ظهور المسيح فإنه سيأتي مع قديسيه الذين أخذهم معه بالاختطاف إلى المجد (يه١٤؛ زك١٤: ٥).

الاختطاف قد يحدث في أية لحظة، أما ظهور المسيح فلا يحدث إلا بعد سبع سنوات من الاختطاف.

في الاختطاف يأتي الرب سرًا في طرفة عين (١كو١٥: ٥٢)، أما في ظهوره فإنه سيأتي عَلَنًا وستنظره كل عين (رؤ١: ٧).

في الاختطاف سيأتي ليخلِّص كنيسته (١تس١: ١٠)، أما في ظهوره فسيأتي ليخلِّص شعبه الأرضي؛ إسرائيل (مز٦: ١-٤).

في الاختطاف سيأتي في الهواء لكنيسته لأنهم شعبه السماوي (١تس٤: ١٥-١٨)، أما في الظهور فسيعود إلى الأرض وتمس قدماه جبل الزيتون لأجل إسرائيل لأنهم شعبه الأرضي (زك١٤: ٤، ٥).

في الاختطاف يأخذ الرب المؤمنين خارج هذا العالم ويتركك الأشرار خلفه للدينونة (يو١٤: ٢، ٣)، أما في ظهوره فإن الأشرار يؤخذون خارج هذا العالم بالقضاء والدينونة، والمؤمنون (الذين قبلوا بشارة الملكوت الذي سيُكرز به وقت الضيقة) سيُتركون للتمتع بالبركات في الأرض (مت١٣: ٤١-٤٣؛ ٢٥: ٤١).

في الاختطاف سيأتي الرب ليُخلِّص قديسيه (الكنيسة) من الغضب الآتي (١تس١: ١٠)، أما في ظهوره فَسيُجري الغضب، وسيدوس معصرة خمر سَخط الله (رؤ١٩: ١٥).

في الاختطاف سيأتي كالعريس ليأخذ عروسه الكنيسة (مت٢٥: ٦، ١٠)، أما في ظهوره فسيأتي كابن الإنسان للقضاء على مقاوميه ورافضيه (مت٢٤: ٢٧، ٢٨).

في الاختطاف سيأتي مثل «كَوْكَبُ الصُّبْحِ» الذي يبزغ قبل نور النهار (رؤ٢٢: ١٦)، أما في الظهور فسيأتي مثل «شَمْسُ الْبِرِّ» الذي هو إشراقة النهار (ملا٤: ٤).

في الاختطاف سيأتي الرب بدون أية علامات لأن المؤمن يسلك بالإيمان لا بالعيان (٢كو٥: ٧)، أما في ظهوره، فإن مجيئه مُحاط بعلامات لأن اليهود يسألون آية (لو٢١: ١١؛ ٢٥-٢٧؛ ١كو١: ٢٢).

الاختطاف لا يُشار إليه مُطلقًا في الكتاب أنه «كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ»، أما ظهور الرب فيُشار إليه مثل «لِصٍّ فِي اللَّيْلِ» (١تس٥: ٢؛ ٢بط٣: ١٠؛ مت٢٤: ٤٣؛ رؤ١٦: ١٥؛ رؤ٣: ٣)

بروس آنستي