أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2005
«لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة؟»
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

هذا سؤال هام ومُثير للانتباه، ورد في سفر زكريا.  وهو سؤال موجه من الرب إلى البقية الراجعة من السبي.  كانت البقية المذكورة تقوم بإعادة بناء الهيكل، ولكن الأيدي بدأت ترتخي عن البناء، ثم توقف العمل لعدة سنوات، فأرسل الرب زكريا ليُنهض الشعب ليرجعوا لمواصلة العمل في بناء بيت الرب. 

ومن عزرا 3: 12 نعرف أنه كان بينهم «كثيرون من الكهنة واللاويين ورؤوس الآباء الشيوخ الذين رأوا البيت الأول».  أولئك قارنوا ما يرونه الآن بما شاهدوه من الهيكل الأول، فبدا لهم هذا الأخير كلا شيء في أعينهم (حج2: 3).  ولكن الرب رأى شيئًا مختلفًا: رأى بيتًا يُبنى ليتمجد فيه ويجد مسرته (حج1: 8).

وها نحن أنفسنا في موقف مُشابه اليوم.  نحن الآن في عصر الكنيسة.  ولقد مرَّت سنوات عديدة منذ تأسيسها.  لقد كانت الكنيسة مجيدة في بداءتها، وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون، وكانت قوة الله تُستعرض بوضوح من خلالها.  ولكم نشتاق أن نرى الكنيسة اليوم كما كانت في بداءتها.  وهي ينبغي أن تكون كذلك، رغم أننا نعيش في يوم الأمور الصغيرة.  فليست نفوس كثيرة تخلص وتنضم إلى الكنيسة،  فهل هذا مُبرر للتقاعس؟! وهل هناك مجال للقول: ما الفائدة من الاستمرار إذاً؟ كلا.  بل لكأني أسمع الرب يقول كما قال في القديم: «لأنه مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة؟ استمر في البناء من أجلي!».