أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد نوفمبر السنة 2007
إيفاء المسيح لمطاليب الله ضد الخطية - إنجيل الله
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

ا لشيء غير عمل المسيح الكامل يمكن أن يخلِّص الخاطئ من العذاب الأبدي. فهو العمل الذي أُكمل لأجلك ليستريح قلبك الآن عليه، وليس لكي تكمله بأعمالك أو بممارساتك لبعض الطقوس.

 وإيضاحًا لهذا نقول إن حالة الإنسان كساقط يمكن أن تتلخص في هذه الكلمات الوجيزة «الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو3: 23) والرب يسوع قد أتى إلى العالم ليفي حاجة الإنسان كلها. وقبل أن يجتاز في ساعات الظلمة التي تُرك فيها ليتجرع كؤوس الألم، استطاع أن يخاطب الآب قائلاً: «أن مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يو17: 4) ويا لها من كلمات عزيزة وسامية!! فالله قد تمجَّد، وحاجة الإنسان قد وُفيت، وكل مَن يؤمن بذلك يصبح كاملاً في المسيح وخالصًا إلى الأبد. وهذا أمر غاية في الوضوح. فالرسول بولس يكتب إلى كنيسة كولوسي محذرًا من الفرائض إذ يقول: «وأنتم مملوؤون (كاملون) فيه الذي هو رأس كل رياسة وسلطان» (كو2: 10). إن كلمة الله الصادقة تُعلن أننا لسنا بأية طريقة ما كاملين في أنفسنا بل كاملين وبلا لوم فيه، ذاك المُقام والممجد في الأعالي.

 وبناء عليه كل مؤمن كامل في المسيح وليس في ذاته لأن المسيح «بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين» (عب10: 14) وليس فقط «أكمل» بل «إلى الأبد». ولست أرى صعوبة في فهم مدلول كلمة «المقدسين» فهي تعني بكل وضوح أن الله حسب إرادته قد قدسنا لنفسه بذبيحة ربنا يسوع المسيح مرة واحدة، وهذا ما تُعلنه لنا كلمة الله. فالسيد نفسه يقول: «هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله» (عب10: 9). ثم يعلِّق الرسول بالروح القدس على هذا بقوله: «فبهذه المشيئة نحن مقدسون، بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة» (عب10: 10) كما يخبرنا الرسول في الرسالة نفسها أن الرب قد دخل إلى الأقداس بدم نفسه فوجد فداءً أبديًا (عب9: 12). وهكذا نرى الكلمات «أكملته» «مملوؤون» «أكمل إلى الأبد» «فداءً أبديًا» وهي ليست من نظم إنسان بل كلمات الله نفسه تبارك اسمه.

 ونعود فنقول إن الله لا يطالب الإنسان إلا بشيئين:

 أولاً: الاعتراف بكونه خاطئًا ويعوزه مجد الله «الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» وبأنه قد عجز تمامًا عن أن يبعد خطاياه، وعن أن يمجد الله.

 ثانيًا: الإيمان بالمسيح الذي في نعمته ومحبته وفَّى كِِلا الأمرين بعمله الكامل، وما على الإنسان إلا أن يؤمن فقط ويبتهج بإتمام خلاصه ويشكر الرب على صنيعه هذا ويمجده لأجل الصليب الذي فيه قد تمجد الله وأُبعدت خطاياه.

 عزيزي القارئ: هل تؤمن بهذا؟ فإن كان جوابك نعم إني أخطأت وأعوزني مجد الله، فأنصت إلى الكلمات الحية التي نطق بها الرب يسوع «أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» لأجل مَنْ قد أكمله؟ أ ليس لأجل أولئك الذين أخطأوا وأعوزهم مجد الله؟ أوَلست أنت واحدًا منهم؟ فإذا كان الأمر كذلك، فهذه العبارة قد فاه بها السيد نيابة عنك, وخلاص الله مُقدم لك. أرجوك ألا تستهين بهذا ولا تتوانى، واعلم أنك قريب من النهاية، فلماذا تضيِّع وقتك في البحث والاستقصاء بدل أن تؤمن بما أتمه المسيح لأجلك؟ ولماذا تترك الحقيقة وتتمسك بالظلال؟ لماذا تطلب الغفران من الناس وترفض عمل المسيح الذي هو أساس الغفران الأبدي؟

 سلِّم قلبك الآن لمَن بذل نفسه لأجلك لكي يغفر خطاياك، فهو ينتظرك في صبر نعمته ليعلن لك محبة قلبه ولكي يخلصك ويرعاك إلى أن يأتي ليأخذنا لنشاركه في مجده إلى الأبد.

سُفك الدمُ المطهِّر لا تؤخر لا تؤخر به سُر الآبُ جدًا تعالَ الآن سريعًا والعدلُ قد اكتفى لا تُهِن من قد وفى وبه تمَّ رضاه فتنل به الحياة