أعداد سنوية | أعداد سابقة | عن المجلة | إتصل بنا
 
 
عدد يناير السنة 2019
في عمر التسعين
تكبير خط المقالة تصغير خط المقالة

منذ ثمانين سنة كان هناك صبي صغير في التاسعة من عمره يتخذ قرارًا فاصلاً، لا بالنسبة لحياته الزمنية، ولكن لحياته الأبدية.

كتبتْ أُمُّهُ هذه الكلمات في مذكراتها: “لقد اتخذ “كلير” قراره وبدأ رحلته اليوم”. ومنذ ثمانين سنة بدأ “كلير” رحلته مع الرب، وما زال كذلك حتى اليوم.

وأنا اليوم أشهد أن رحلته كانت دائمًا في تقدم مستمر. لم يكن أبدًا متعثرًا أو متقهقرًا حتى في أحلك الظروف التي اجتازها. والآن وهو في التسعين من عمره يجد الشباب والصغار والكبار لذة كبرى واستفادة عظمى من الجلوس معه، والاستماع إلى شرحه للكتاب، وخبرته العملية في طرق الله.

إن كانت هناك لحظة فاصلة في حياة الانسان لاتخاذ قراره، لكن النمو الروحي هو عملية مستمرة تمتد ما امتدت الحياة به.

لكن كيف للمؤمن أن يغذىّ إيمانه وينمو في القامة الروحية؟ أستطيع من خلال ملاحظاتي لوالدي أن أورد هنا بعض الأسباب، لعلها تفيد شخصًا يرجو من كل قلبه أن تكون رحلته مع الرب في تقدم مستمر:

كانت قراءة الكتاب بتأنّي وتأمّل ممتزجة بالصلاة، هو أمر لا يخلو منه يوم واحد مهما كانت الظروف.

كان مطيعًا للكلمة باعتبارها رسالة الله له شخصيًا، فكان دائمًا خاضعًا لها، ولو كانت ضد إرادته ورغباته الجسدية.

كان يُسلِّم حياته للرب يوميًا بدون قيد أو شرط، لا لينال الخلاص فقد ناله مرة وإلى الأبد، لكن ليُخضع قلبه وكيانه لعمل الروح القدس بالتمام، حتى يُظهر في حياته ثمر الروح.

وما زالت رحلة أبي الروحية مستمرة، شاهدة للرب في كل تفاصيلها، وما زال حتى اليوم ينمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح (٢بط ٣: ١٨).

سِندي كاسبر