ومن عجيبِ ما ترى العينان ذئبًا يُلاعب أحد الحملان
وتغير الطبع القديم حقيقة فها هما في الحقل يسكنان
حملاً يسير مع الذئاب بفرحة في وسطهم يرعى بالاطمئنان
والنمر الأرقط يربض ساكنًا بجواره جدي من الجديان
والشبل يمشي هادئًا متمهلاً يصطحب عجلاً من الثيران
وهناك في الأفق تلوح عجلةٌ مع دبة بالحب يرعيان
وملك الغابة مع أشباله يسير مختالاً على الحيوان
ما عاد يسعى لاصطياد فريسة بل يأكل التبن كما الثيران
وحمامة في الصخر تبني عشها بجوار وكر الصقر في أمان
هاكم رعايا الملك في كل موضع لا خوف لا اقتحام أو عدوان
الأب يجلس يستظل بكرمة يستمتع بالتين والرمان
والأم تقطف من ثمار الكرمة ورضيعها يلهو مع الثعبان
لا صلّ يؤذي الطفل إن مد يدًا وأمسك بذيل الأفعوان
من قبلها طبعوا الرماح مناجلاً وسيوفهم سككًا بكل مكان
ولىّ زمان الحرب والكرب مضى كل الخليقة تحيا في أمان