«عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ» (٢بط ٣: ٣، ٤)
يُخبرنا الرسول بطرس أنه في الأيام الأخيرة – التي وقعت فيها قرعتنا – سيقوم داخل دائرة الاعتراف المسيحي قوم كافرون مستهزئون. والكفر والخطايا الأدبية صنوان لا يفترقان. ويصفهم الرسول بقوله: «سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ». فالإنسان الذي لا يُصدق الله، حتمًا سيفعل ما يمنعه الله.
ونلاحظ أن الرسول أولاً يصف حالة هؤلاء الناس بقوله: «مُسْتَهْزِئُونَ».
ثم ينتقل إلى فعلهم، فيقول: «سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ».
ثم يتطرق إلى أقوالهم الخبيثة: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟».
وأخيرًا يتعرَّض لمنطقهم الفاسد: «لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ هَكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ». هذا المنطق أصحابه موجودون ومذهبهم معروف، وما هم إلا كافرون وماديون، ويُسمون أنفسهم: “عصريين”.
ولعله من المناسب الإشارة إلى أن الرسول في صلب رسالته الثانية يذكر أن هناك مستقبلاً ينتظر الأتقياء، والأثمة، والخليقة المادية:
ففي الأصحاح الأول يذكر أن المؤمنين «سَيُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ» (٢بط ١: ١١).
وفي الأصحاح الثاني يذكر أن ثمة دينونة تنتظر غير المؤمنين «فَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْ، آخِذِينَ أُجْرَةَ الإِثْمِ» (٢بط ٢: ١٢، ١٣).
وأخيرًا في الأصحاح الثالث يذكر المستقبل الذي ينتظر الخليقة المادية: «تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» (٢بط ٣: ١٠).