«لأَجْلِ ذَلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ
أَيْضاً عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ
يَسُوعَ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ»(٢تي٢: ١٠)
كانت واحدةً من تلك اللحظات التي تراود الناس الكوابيسُ بشأنها. فإن شاحنة ذات صهريج مُحمَّلة بنحو ثماني مئة اسطوانة من الغاز السائل الشديد الالتهاب، اشتعلت فيها النار فيما كانت متوقِّفة في مخزنٍ ضخم.
اندفعت النيران نحو عشرة أمتار من مؤخَّر الصهريج، وانتقلت سريعًا إلى منصَّة تحميل. فإذ ببضع شاحناتٍ قريبة باتت عرضة للاشتعال حالاً.
وإذ ذاك ما كان من مدير المخزن، بعدما أسهم في إنقاذ السائق المصاب بحروقٍ بالغة، إلا أن قفز إلى داخل كابينة القيادة، وساق الشاحنة المشتعلة بعيدًا عن المخزن. فأنقذ بتصرُّفه السريع والشجاع حياة الكثيرين.
كذلك خاطر الرسول بولس أيضًا بحياته لأجل خير الآخرين (٢تي٢: ١٠)؛ فقد رُجِم مرَّةً وتُرِك إذ حُسب ميتًا (أع١٤: ١٩). وفي مرة أخرى ثار عليه جمعٌ من الناس وجُلِد وسُجن (أع١٦: ٢٢، ٢٣). وثلاث مراتٍ تحطمت به السفينة، وضُرِبَ مرات عديدة بالسياط والعصي (٢كو١١: ٢٣-٢٨).
فلماذا تحمَّل بولس بطيبة خاطر مثل هذه المعانَاة؟
لقد كان يُفكِّر بلُغة النار الأبدية والحياة الأبدية، ولذلك تحمل المخاطر عن طيب خاطر!
تُرى، هل نرى نحن الخطر بمثل الوضوح الذي به رآه بولس؟ أو ننتهز الفُرَص فنذهب لإنقاذ الذين يحتاجون إلى بشارة المسيح؟ أو يسيطر علينا ذلك الإحساسُ بالقصد الذي جعل بولس يتحمَّل كل شيء لأجل المختارين كي ينالوا الخلاص؟
شريكي في الخدمة: لا تخشَ المخاطرة في سبيل أنبل سبب:
خلاص النفوس المحتاجة!