· كلمة «حِمْل» التي وردت في غلاطية 6: 5 «لأن كل واحدٍ سَيَحمِلُ حِمْلَ نفسِهِ» تُعبّر في الأصل عن المعدات التي يحملها الجندي، وليس لغيره أن يحملها.
أما كلمة «أثقال» الواردة في غلاطية 6: 2 فهي تعني مجموعة من الأحمال التي تتيح للآخرين المشاركة في حَملها، والتي ربما تستوجبها.
من المحتم، في عالم مثل عالمنا قد أفسدته الخطية، أن ينوء القديسون ـ في بعض الأحيان ـ مهما كان مستوى قداستهم، من أثقالٍ كثيرة، وأحزان ثقيلة.
وهناك ”أحمالٌ“ على جميع الأشكال والأحجام والنوعيات ... أحمال الحيرة والإرتباك والإنزعاج، أحمال المرض والأسقام، أحمال الظلم والاضطهاد، أحمال الفقر والعوز، أحمال الوحدة والشيخوخة، وأيضًا أحمال ضمير يستيقظ على ندم ٍ مرير.
وهنا في آيتنا (غل6: 2) يقدم لنا الرسول نوعًا آخر من الأحمال؛ إنه حِمْل الزلل والإنزلاق في الخطية. وهل هو حِمْل؟ نعم، فما أثقل قيود الخطية، وأحكم شباك الشر. والرسول بولس يقدم لنا الخدمة المطلوبة في هذه الحالة: «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذَ في زلَّةٍ ما، فأصلِحُوا أنتم الرّوُحانيِّين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّبَ أنت أيضًا» (غل6: 1).
وهنا تقفز إلى أذهاننا ثلاثة أسئلة هامة بخصوص الخدمة، التي تُقدَّم في هذه الحالة:
1ـ ماذا يُفعل؟ لقد أخبرنا الكتاب أن «نُصلِح» هذا الشخص. وهذه الكلمة تعني في قاموس الجراحة الطبية: إعادة العظام المكسورة إلى وضعها الأصلي، أو إعادة المفصل المنتقل من مكانه إلى وضعه الصحيح. وهذه الجراحة تحتاج إلى مهارة فائقة، ومعاملة رقيقة للغاية.
2ـ من يفعل؟ «أنتم الروحانيِّين»؛ فالمعالج الذي يقوم بهذه الخدمة يجب أن يكون شخصًا روحيًا له علاقة عميقة بالرب، وله فكر الرب حتى يتصرف بح.
3ـ كيف يفعل؟ «بروح الوداعة»، مُتذكرًا دائمًا ضعفه الذي قد يُظهر فشله إذا جُرِّبَ بالتجربة نفسها.
وهكذا ـ ياإخوتي الأحباء ـ إذ نقترب إلى الأخ المُجرَّب أو الساقط، ونمد له يد المعونة، بكل لطف ووداعة، نكون قد تممنا ناموس المسيح (غل6: 2).
هنري دربانفيل