يحدثنا لوقا 15: 11-31 عن الابن الأصغر الذي أخذ نصيبه من الميراث، وذهب إلى كورة بعيدة، وهناك قيل عنه إنه: «أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ». إن ما كان له كثير جدًا، ولكن ما أصبح فيه هو حالة من الإفلاس الرهيب، والبؤس الشديد. إن السر في ما وصل إليه يكمن في كلمة واحدة “الخطية”. فالخطية هي أساس كل بؤس وشقاء، والخاطئ في بعده عن المسيح في إنفاق دائم وخسارة مستمرة. واليك بعض الأمثلة البسيطة عما ينفقه الخاطئ:
أولاً: ينفق أمواله
ما أكثر المجالات الرديئة التي ينفق فيها الخطاة أموالهم، لكن يكفيني أن أضع أمامك عزيزي القارئ مثالاً واحدًا وهو “التدخين”، فمع أن مصر من البلاد الفقيرة، إلا أن آخر إحصائية تقول أن حوالي 12 مليون مدخن يدفعون يوميًا – وعن طيب خاطر – حوالي 22 مليون جنيه، وجملة ما يحرقه المصريون سنويًا 19 مليار سيجارة، بتكلفة حوالي 4,38 مليار جنيه.
ثانيًا: يُضيّع صحته
فكثيرون من المفرطين في التدخين أصيبوا بسرطان الرئتين. ومن يتعاطون حقن الماكس، يصاب معظمهم بالفيروسات القاتلة نتيجة تلوث الحقن. ومن يمارسون علاقات جنسية محرمة، يصاب الكثير منهم بالإيدز، وغيرها الكثير مما يجتنيه الإنسان في بعده عن الله.
ثالثًا: يهدر كرامته
بين الحين والآخر، تُفاجئنا الصحف بنماذج صارخة لأناس من صفوة المجتمع، وأصحاب المراكز الرفيعة والمناصب الكبيرة – على المستويين المحلي والعالمي – وإذ بهم ينحطون انحطاطًا رهيبًا؛ وبعد أن كان يُشار إليهم بالبنان، أصبحوا مادة للتهكم والسخرية. فالمسؤول الكبير إذ به مرتشٍ كبير، وصاحب المركز الرفيع انكشف أنه مختلس خطير، والذي كان يظنه الناس رجل الأعمال الخيرية ورجل المبادئ، إذ به بلا أخلاق ولا مبادئ. فها هم وقد انكشفت حقيقتهم فقدوا كرامتهم، وأية كرامة للإنسان في بعده عن المسيح؟! لقد صَدَقَ فيهم قول الكتاب: «إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ» (مز49: 20).
عزيزي القارئ في بعدك عن المسيح كل الخسارة، وفي عيشتك في الخطية منتهى البؤس، فأنت تنفق أموالك، وتضيّع صحتك، وتهدر كرامتك. إلا أنه في استمرارك كذلك فأنت في طريقك لأفدح خسارة، إنها خسارة نفسك الغالية. فتب وارجع عن شرك، وخذ المسيح مخلصًا شخصيًا لك.