«الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا. وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ ... وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ ... فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ»(عد ١٣: ٢٨ - ٣٣)
صحيح أن الجواسيس اعترفوا بأن الأرض تفيض لبنًا وعسلاً، ولكن مع هذا الاعتراف كان هناك خوف. ولماذا؟ الإجابة ببساطة أنهم لم يثقوا في إلههم، فهم لم يروا سوى المدن الحصينة والعمالقة والجبابرة وبَنِي عَنَاقَ، ولكنهم لم يروا إلههم ”يهوه“، لأنهم كانوا يركزون على ما يروه بالعيان، وليس بالإيمان. لقد استُبعد الرب عن الموقف، فهو دائمًا ليس له مكان في حساب عدم الإيمان. أَ ليس هذا صحيحًا في اختباراتك واختباراتي؟ لقد ذكروا أنهم كانوا في أعين أنفسهم كالجراد، وهكذا أيضًا في أعين العمالقة، ولكنهم لم يذكروا كلمة واحـدة عن “ماذا كانوا في عين الله” ... أَ ليس هم الشعب الموعـود بالأرض؟ أَ لم يكونوا في عينيّ الرب نسلاً للبركة؟ لكن عدم الإيمان كان دائمًا هو سبب تأخير البركة وامتلاكهم الأرض لمدة أربعين عامًا.
والآن لنتذكر جيدًا أن «هذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ » (١كو ١٠: ١١).
والآن نحن نتأمل في هذا الموقف للتشجيع على الثقة المطلقة في الرب، وحياة ملؤها الاتكال الكلي على الله القدير. ولنا الأساس الراسخ في كل هذه الامتيازات، وهو الدم الكريم الذي به قد افتدينا، وصرنا شعبًا خاصًا للرب.
إنه ليس من امتيازنا فقط النصرة على الخطية الرابطة بين جوانحنا، بل أيضًا التمتع بمعاملات الرب الطيبة من خلال علاقة وطيدة الثقة به كالرب القدير، القادر أن يفعل أكثر جدًّا مما نطلب أو نفتكر.
إنه أمر مجيد أن نعرف أن خطايانا قد غُفرت، ولكنه أمرٌ مجيدٌ جدًّا أن نختبر الرب القدير، الذي يستخدم قدرته الفائقة لحسابنا طوال رحلة الحياة.
إن الشيطان يعمل جاهدًا ليحفظ أنظارنا مُثبتة على المخاوف والمخاطر والعوائق، ولكن الحلّ سهل وبسيط جدًّا؛ إنه الثقة … الثقة … الثقة.