أعداد سنوية
|
أعداد سابقة
|
عن المجلة
|
إتصل بنا
سنة:
قضايا معاصرة وخطوط حمراء - 2017
الإنسان - 2016
الحرب الروحية - 2015
الفرح - 2014
الألم - 2013
القداسة - 2012
الخلاص - 2011
الله - 2010
الخادم - 2009
الخدمة - 2008
قيامة المسيح - 2007
السجود - 2006
شخصية المسيح - 2005
شخصية المسيح - 2004
المحبة - 2003
الإيمان - 2002
الصلاة - 2001
الصليب - 2000
شهر:
سنة:
1
2
3
4
5
6
7
9
10
11
12
2023
2022
2021
2020
2019
2018
2017
2016
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
إنجيل الله
ماذا تتعلَّم العائلات من الفصح؟
هل نحن مستعدون؟
غَزَالَةُ ... صانعة الثياب للفقراء
كيف نعرف نعمة الله بالحق؟
أعمدة يعقوب الأربعة
يُوسُف ... أمينٌ حتَّى يَغْفِرَ
رَاحَاب ... يا لها من خادمة!
روايات تغيير بولس
الارتفاع فوق الظروف
حبقوق من الرعب إلى الأمل
خُدَّام مجهولو الاسم
طعام للبرية
تكريس إِتَّاي الْجَتِّيِّ
الأربعون يومًا في الكتاب المقدس و. ت. ولستون لا شك أن كل قارئ يقظ للكتاب المقدس، لا بد وأن يُلاحظ كثرة تكرار الرقم “أربعين” بالارتباط مع الأيام أو السنوات. وكل الأرقام في كلمة الله لها معاني ودلالات. ولا يوجد شك بالنسبة للتعليم المرتبط بالرقم “أربعين”، وبكونه يرتبط دائمًا بتجربة أو امتحان الإنسان من ناحية، ومن ناحية أخرى بسياسة الله مع العقوبة للخطية ودينونتها. وسنجد “أربعين يومًا” مرتين في تاريخ نوح، وتاريخ موسى، وتاريخ الرب يسوع، ونجدها مرة واحدة بالارتباط مع يوسف ويشوع وجليات وإيليا وحزقيال ويونان. ومجموع هذه المرات اثنا عشر. وتبدأ بالمرة التي دان فيها الله خطية الإنسان، في ذات شخصه، ثم اكتسحته الدينونة العارمة. وتُختتم في أيام الرب يسوع، حينما جرى التعامل مع الخطية ومحوها بموته الفدائي، وأعلن هو ثمار وآثار نصرته للقديسين والخطاة على حد سواء. والآن أعتقد أن كل شخص يرى على الفور معنى هذا المصطلح: فالتجربة والامتحان بالارتباط بتاريخ الإنسان الأول، ينتهيان فقط بالفشل والموت والدينونة. ولست بحاجة لأن أقول إنها كانت على العكس تمامًا في حالة ربنا يسوع المسيح. فحينما جرَّبه الشيطان للأربعين يومًا الأولى في البرية، فإنه لم يظهر منه سوى النصرة الكاملة على عدو البشر. وحينما نأتي إليه في أيامه الأربعين الثانية، بعد القيامة، نجد أجمل وأروع وأعظم ما يتكشف مما يُظهره الإنسان الثاني، وآثار نصرته على الشيطان والخطية والموت. وفي القيامة يفتتح المسيح في مدة الأربعين يومًا، حقبة جديدة من البركات والأمجاد، مؤسسة على الفداء. وهو في 334 صفحة وسعره 40 جنيهًا الكتاب متوفر في مكتبة الإخوة نشجعك على اقتنائه وقراءته.
عدد
يوليو
السنة
2021
طعام للبرية
في سيرنا في البرية، تكتنفنا مراحم لا تُحصى. ولكن إذا ظهر في الأفق غيمة قدر كف إنسان، فسرعان ما ننسى غنى مراحم الماضي، لسبب هذه الغيمة الوحيدة، رغم أن هذه الغيمة عينها قد تهطل وتجود علينا ببركات وفيرة، تغمرنا بالكلية!
لا شيء يُهين الله قدر روح الشكوى والتذمر من جانب خاصته الذين ينتمون إليه.
القلب الذي يكف عن الإحساس المُفعم بالشكر لله وصلاحه، سرعان ما يُظلِم.
«لِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً. أَلَيْسَ خَيْرًا لَنَا أَنْ نَرْجعَ إِلَى مِصْرَ؟» (عد ١٤: ٣)؛ هذا إنما دأب تفكير النفس وهي خارج الشركة. مثل هذه النفس تفقد أولاً الإحساس بأنها محفوظة في يد الله للخير، ثم لا تفتأ أن تحسب أنها في يديه للشر! أي تطور كئيب هذا!
إذا كان هؤلاء المفديون من العالم الحاضر الشرير لا يسيرون مع الله بقلب فائض بالشكر، شباعى بعطاياه لهم في البرية، فهم عرضة لخطر السقوط في فخ نفوذ تأثير بابل.
لكي تُطعَم على خبز السماء، ينبغي أن تكون ذواقًا لأمور السماء. الطبيعة لا تستسيغ مثل هذا الطعام، بل تحنّ دائمًا إلى طعام مصر، ولذلك ينبغي قمعها.
كان المَنُّ نقيًا ورقيقًا للغاية، حتى إنه كان لا يحتمل ملامسة الأرض؛ كان يَنْزِلُ مَعَ (على) النَّدَى (عد ١١: ٩ – ترجمة الملك جيمس)، وكان ينبغي أن يُجمَع قبل طلوع الشمس «وَإِذَا حَمِيَتِ الشَّمْسُ كَانَ يَذُوبُ» (خر ١٦: ٢١). كان ينبغي على كل واحد أن يقوم مبكرًا، ويلتقط نصيبه اليومي. وهكذا الحال اليوم مع شعب الله. فالمَنُّ السَّماوي ينبغي أن يُجمَع طازجًا، باكرًا كل صباح.
مَنُّ الأمس لا يصلح لليوم. كما لا يُصلحُ مَنُّ اليوم للغد. ينبغي أن نُطعَم على المسيح يوميًا بطاقة متجددة مِنْ قِبَل روح الله، وإلا سنتوقف عن النمو.
الحياة الجديدة في المؤمن لا يُمكن أن تتغذى، ولا يُمكن أن تُحفَظ، إلا بالمسيح، وبالمسيح وحده.
إذا كنت أعبر البرية، سائرًا مع الله، فلن يُشبعني سوى الطعام الذي يُقدمه، ألا وهو المسيح.
المدد اليومي الوحيد الذي أعده الله هو المَنُّ السَّماوي. وعلى هذا الطعام فقط ينبغي أن يقتات المؤمن دائمًا أبدًا.
حقيقي أنه يُوجد كثيرون من المؤمنين يسعون وراء أمور هذا العالم. وهذا إن دلَّ على شيء، فإنما يدل بوضوح أنهم ”يزدرون“ بالمَنُّ السَّماوي، وتقديرهم له أنه «طَّعَام سَخِيف (خفيف – ترجمة الملك جيمس» (عد ٢١: ٥)، وهكذا تجدهم يسعون وراء ما ينبغي أن يزهدوا منه!
كما هو الحال في الطبيعة: كلما تمرَّن المرء أكثر، كلما ازدادت شهيته. هكذا في النعمة: كلما تمرَّنت إمكانياتنا الروحية، وكلما مارسنا التدريب، كلما شعرنا بحاجتنا إلى التغذي على المسيح كل يوم.
شيء واحد أن تعرف أننا قد نلنا معًا حياة في المسيح، بواسطة الغفران التام، والقبول أمام الله. ثم هو شيء آخر تمامًا أن تكون لنا عادة الشركة اليومية معه.
كثيرون جدًا يعترفون أنهم وجدوا عفوًا وسلامًا في الرب يسوع، بينما هم في الواقع يُطعمون على أشياء كثيرة متنوعة، ليس لها علاقة به!
أفعال المرء هي دائمًا فهرس لرغباته وأغراضه، وعليه لو أنك وجدت مسيحيًا مُعترفًا يهمل كتابه المقدس، رغم توفر الوقت لديه، حيث يقضي أفخر أوقاته يقرأ الجرائد والمجلات، فلن أُخالف الصواب بشأن نفسه إذا قلت إنني موقن أنه لا يمكن أن يكون روحيًا ... لا يمكن أن يكون مُتَغَذِيًا على، أو يعيش لأجل، أو يشهد للمسيح.
ينبغي أن يكون المسيح غرض النفس الأسمى، وإلا فإن حياتنا الروحية ستذوي وتذبل لا محالة. لم يكن لإسرائيل أن ينسى – بينما هو متمتع باللبن والعسل، في أرض كنعان – أن هذه المواعيد هي التي حفظته طوال فترة الأربعين سنة التي تغربوها في البرية.
جوهان مايكل بيكر
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة © 2018