«فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ. مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ» (في ٢: ١٥، ١٦)
ذات صباح جميل دافئ في شهر يناير، كنت أتناول الفُطور مع زميلٍ لي في مقهى خلويّ بأحد المنتزهات. وكانت تُحيط بنا بُحيرة رائعة وحدائق غنّاء. فكان المكان كلُّه بهيجًا وهادئًا، وكان النسيم العليل يهبُّ على المياه.
وإلى طاولة قريبة، جلست شابَّة في هدوء تقرأ الكتاب المُقدس؛ كانت مُستغرقة في النصّ، رافعةً نظرها بين حين وحين لتتمعَّن فيما تقرأه. ولم تقُل كلمة واحدة، إلا أن قلبها وأولويَّاتها كانت مرئية لدى روَّاد المقهى كلَّهم. وهكذا كانت تلك شهادةً صامتة إيجابية طيّبة.
لم تكن تخجل بالمسيح، أو بكتابه، ولا هي وعظت عظة، أو رنَّمت ترنيمة، بل كانت مستعدة لأن تُصنَّف في خانة المُخلَّصين، ومع ذلك لم يكن من داعٍ لأن تُعلن ولاءها.
في سعينا إلى تبليغ رسالة المسيح، لا بُدّ لنا أخيرًا من استخدام الكلام، لأنَّ الحاجة تدعو إلى تقديم البشارة بواسطة الكلام، ولكن في وسعنا أيضًا أن نتعلَّم من قُدوة هذه الشابَّة.
ثمة أوقاتٌ فيها يتكلَّم بصوتٍ عالٍ هدوءُ تصرُّفاتنا اليوميَّة، مُعلنًا محبَّتنا للرب. ففي شوقنا إلى تبليغ عالمٍ مكسورٍ بشارة المسيح، لا تتجاهَل قوة شهادتنا الصامتة.
عزيزي: اشهد للمسيح بحياتك، واشهد له أيضًا بكلماتك!
شَهَادَتِي أُذِيعْ
لِيَعْرِفَ الْجَمِيعْ
أَصْبَحْتُ بِالْفَادِي سَ عِيدْ
وَفَرَحِي دَوْمًا يَزِيدْ |
|
بَيْنَ الْجُمُوعْ
فِدَى يَسُوعْ
مِنْ يَوْمِ مَوْلِدِي الْجَدِيدْ
لِذَاكَ أُنْشِدُ |