قد يُعجَب الآخرون بالعروس، ولكن العريس يجد مسرته فيها. فنتيجة عمل نعمته الصبور فيها أنشأ تماثلاً أدبيًا معه، وهو يراه الآن عليها ويُسرّ به. فبقدر ما يرى المسيح فينا شبهًا به، وجد مسرته فينا، فالرجل البار المستقيم لا يجد مسرته في الشخص المعوّج طريقه. والإنسان الأمين لا يُسرّ بالإنسان الغشاش. والشخص النقي في أخلاقه وسبله لا يمكن أن يتوافق مع الشخص الذي يجره إلى الرذيلة. فالإنسان البار المستقيم يجد مسرته في البرارة. والإنسان الأمين يُسرّ بالأمناء. والطاهر يوافقه الطاهرون. وهكذا ربنا المبارك لا يجد مسرته إلا في من يماثلونه في كماله الأدبي.
ياله من درس عملي تفتقدينه يا نفسي يوجد في هذه الحقيقة! تفكري في محبته، في قداسته، وفي كمال طرقه، ثم اسألي: إلى أي حد بلغ بك شبهك الأدبي بالمسيح؟ هل تعكسين صورته؟ ومن ثم إلى أي حد بلغت مسرة الرب بك؟ لا تتهربي من هذه الأسئلة الفاحصة، بل البثي في النور، ودعي طرقك تُمتحن هنا، وجدي في طلب مشابهة الرب الذي تركنا أمثلة له، نسعى في إثر خطواته.
ولكن في خضم تقصيراتنا، من المعزي أن نعرف أن في يوم مجده العتيد سنحيط بالحبيب كموضوع محبته ومسرته، حينئذٍ سيكون قديسوه السماويون «مِثْلَهُ» (1يو3: 2). يومئذٍ كم سيحلو للنفوس التي أحبته أن تسمع من شفتيه:
«مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ!» (نش7: 6)